Saturday 20th November,200411741العددالسبت 8 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

12 - 3 - 1392هـ الموافق 25 - 4 - 1972م العدد (388) 12 - 3 - 1392هـ الموافق 25 - 4 - 1972م العدد (388)
كي لانفقد طلال مداح..!!
بقلم : المحرر الفني

قد تعترضون على ما سأقول.. وفيما سأذهب إليه.. ولكن هذا هو الواقع الذي لا مفر منه.. لقد حاولت أن أتجاهل هذا الموضوع..وأتحاشى الخوض فيه ولكني أيقنت أن التجاهل لا يجدي بل يقع ضحيته المعني بالأمر.. فلا تعجبوا أن أستنفر قلمي.. وجازفت به في خوض غمار هذا النقاش.. والذي أرجو أن يكون هادئاً.. متزناً كي لا يفقد الموضوع أهميته.. ويتنحى عن الغاية التي من أجلها يثار هذا الموضوع.. واعذروني ان قلت يثار فهي لن تكون أكثر من جرس خافت يدق بإخلاص.. ليوقض هذه الإغفاءة التي طال أمدها..
عندما نحب طلال.. ونتعاطف معه فمرد ذلك نابع من شعورنا تجاهه بالمحبة والتقدير كفنان أعطى الكثير ومهد الطريق أمام الأغنية المحلية كي تهاجر خارج الحدود وتحفل في محافل الغناء العربي بالاهتمام والاستحسان.. لقد كان سفيراً فنياً خدم قضية الفن وأثبت جدارتها واستحقاقها على المنافسة.. بل الاعتراف بها مع مثيلاتها.. ولكن إلى أي مدى توصل هذا الفنان بفنه.. وماذا حقق لجمهوره العريض الذي يلتف حوله.. ويتعاطف معه إلى درجة الانصهار..
مشوار طويل وشاق.. قطعه هذا الفنان في تاريخ الفن.. أكسبه تلك التجربة الكافية لكي يكون أكثر تأهيلاً.. وأعمق تجربة.. ولكن أين تقف أقدام هذا الفنان اليوم..؟
ما لاشك فيه أن هذا الفنان قد أعطى لنفسه بأعماله الفنية قصب السبق في ميدان التنافس الغنائي وحقق أولوية لنفسه بما صاغ من أعمال فنية قبل دخول محمد عبده كفارس منافس.. حاذى بجواده خبرة طلال.. وأقدميته.
لقد ساءنا ما آلت إليه أعمال طلال الفنية الأخيرة.. لقد بدأ هذا الفنان ليستهلك نفسه.. بينما نرى أن محمد عبده أكثر يقظة واهتماماً لفنه.. فلا تجده يقدم عملاً فنياً جديداً أقل جودة من إنتاجه.. في مسار تصاعدي متطور استطاع أن يرسخ أقدامه.. ويضع لنفسه منهجاً نامياً مع تطورات الزمن وتفاعلاته و ها هو يحقق النجاح تلو النجاح.. حقق ذلك بذكائه وفطنته..
فلماذا يتقهقر طلال..؟ ولماذا لا يكترث بأعماله الفنية من حيث التنفيذ؟ لا يمكن أن يتم النجاح لأي فنان إذا لم يكن حريصاً على فنه.. الذي يقدر ما هو قوته الذي يقتات منه فهو همزة الوصل بينه وبين جمهوره.. فمتى ما استهان به تنكر له وجافاه..
ما أعرفه عن طلال إنسانيته وطيبته.. ولكني أعرف أيضاً لا مبالاته وارتجاليته الألحان التي يقدمها من إنتاج الغير لا يكترث بها.. وصدقوني ان قلت إنه يتخلف عن إجراء التمارين (البرفات) على ألحانه.. بل هو سلبي للغاية لا يعترض.. ولا يقوم.. ولا يحذلق.. لا يهمه حدث توافق نغمي أم نشاز مخزي.. يهمه أن يتقمص الأداء.. فقط .. ويترك الحبل للفرقة الموسيقية ان شاءت.. وتقف عند مفترق الطرق.. ليتفرغ اللحن.. جوازاً بل الحقيقة لتيصدع بناء اللحن.. وتشقق جمله اللحنية..
خوفي أن تستمر لا مبالاة هذا الفنان.. وتقاعسه في تنسيق أعماله فتكون بمثابة تابوت يدفن به طلال فنه الذي نجله ونقدره.. بل نتفاعل مع صوته الشجي.. وبذاته المؤثرة العاطفية.. واعذروني يا جمهور طلال فأنا أشاطركم هذه المشاعر وهذا الحب والتقدير.. وله في نفسي المكانة الكبرى وجم التقدير.. ولكن ان لا يعي مسؤوليته ولا يلقيها اهتمامه وعنايته.. شيء آخر ومطلب ملح لكي نضيء هذا الضوء الخافت أمام ناظريه.. لكي يتأمل ويعاود معنا الإغراق في التأمل عن ماهية إنتاجه الجديد.. وإلى أي مدى وصل.. وأي محطة استرخى وأسند مواهبه إليها..
فهل يعي فناننا الكبير هذه اللفتة المخلصة شيء من اهتمامه أم انها تذهب أدراج الرياح..عندها لا نؤمن بجدوى النقاش أو النقد الموضوعي كوسيلة لبناء صرح فننا المسكين؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved