في مثل هذا اليوم من عام 1951 غادر ما يزيد على 1000 عائلة بريطانية مدينة الإسماعيلية إحدى مدن القناة وذلك بعد تبادل إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل خمسة جنود بريطانيين وعشرة جنود مصريين.
وقد تم إرسال النساء والأطفال إلى بريطانيا بسبب عدم وجود مكان لهم داخل معسكرات الجيش كثيفة الحراسة.
وقد تم تشديد الأمن في وسط مدينة الإسماعيلية بينما كانت هذه العائلات تستقل الشاحنات للإقامة في معسكرات مؤقتة تمهيداً للعودة إلى بريطانيا.
وقد تصاعد التوتر بين البريطانيين والمصريين بعد أن طالبت الحكومة المصرية بالانسحاب الكامل للقوات البريطانية.
وقد قامت مصر بإلغاء المعاهدة المصرية البريطانية المعروفة باسم معاهدة 1936، والتي كانت تتضمن خططاً للانسحاب التدريجي، وحاولت منذ ذلك الحين القضاء على الوجود البريطاني من خلال حملة المقاومة الشعبية.
وقد أدت المقاومة إلى اضطراب عمل موانيء القناة وبث الرعب في نفوس من يعملون لدى الإنجليز كما عرقلت وصول الإمدادات والطعام إلى القوات الإنجليزية.
وقد حدثت هذه الأزمة بعد أن قامت الشرطة المصرية، حسب التقارير الإنجليزية، بإطلاق النار بشكل عشوائي على سيارة جيب بريطانية وسرعان ما انتقل القتال إلى أماكن أخرى.
وفي محاولة يائسة لتهدئة الموقف أصدر جورج أرسكين قائد القوات البريطانية في مصر وإبراهيم عبد الهادي بك محافظ منطقة القناة أوامرهما بعد حمل الشرطة للسلاح، ونقل العائلات البريطانية خارج الإسماعيلية.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952، تم إعلان سقوط الملكية عام 1953 وتولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية عام 1954
وبعد عامين أعلن في خطوة أذهلت البريطانيين والفرنسيين تأميم قناة السويس مما أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر من قبل إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
ومع ذلك فقد عارضت قطاعات كبيرة من الرأي العام البريطاني والفرنسي الغزو وأدى أيضاً إلى الإدانة العالمية للغزو والتي قادتها الولايات المتحدة.
وسرعان ما وافقت القوات الأنجلو - فرنسية على وقف إطلاق النار والانسحاب.
وأكدت أزمة السويس تدهور مكانة بريطانيا وفرنسا كقوى عظمى وأدت إلى استقالة أنتوني إيدن رئيس الوزراء البريطاني وانهيار الجمهورية الفرنسية الرابعة.
كما برز عبد الناصر كزعيم قومي انتصر على قوى العدوان إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
|