Saturday 20th November,200411741العددالسبت 8 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

دراسة طبية دراسة طبية
علاج طبي للسمنة المرضية

هناك اكتشاف جديد ربما يفتح أبواب الأمل للخلاص من السمنة المرضية، حيث تم العثور على الجين أو المورث المسئول عن السمنة، مما يمثل خطوة كبيرة في الأبحاث الخاصة بالجذور الوراثية لهذه الظاهرة. هذا الاكتشاف حققه فريق من جامعة دوكفلر الأمريكية، بعد عثورهم على فصيلة نادرة من الفئران يزيد حجمها ثلاثة أضعاف عن حجم الفئران الأخرى، بينما يقل وزن أمخاخها كثيرا عن أمخاخ قريناتها من الفئران الرشيقة. بداخل الشريط الوراثي لهذه الفئران السمينة تم اكتشاف المورث المسئول عن السمنة، واستطاع العلماء تحديد موقعه بدقة، ويعتبر أول مورث تظهر آثاره الواضحة على الوزن الزائد لهذه الفئران.
والأمر الذي يبعث على الأمل، أن هذا المورث الذي أطلقوا عليه اسم (Obesity) أي السمنة، له ما يماثله في الشريط الوراثي الكامن في خلايا البشر.
ويقول العالم الأمريكي براد فورد لويل: هذا اكتشاف هام في ميدان أبحاث السمنة، مما يبشر بالأمل في علاج طبي لحالات السمنة المرضية التي يستحيل التغلب عليها الآن وما قد يصاحبها من احتمالات الإصابة بأمراض القلب أو السكري. ويقوم المورث المكتشف بوظيفة غريبة، إذ يدفع خلايا الجسم لإنتاج بروتين ضار يطلق عليه أيضا بروتين السمنة، يؤدي إلى الإسراف في تناول الطعام، ويحرم الجسم من عنصر حيوي هو الإحساس بالإشباع والتوقف عن الأكل.
ويعتقد العلماء أن بروتين السمنة يؤثر في المخ ويضعف قدرته على وقف ضحايا السمنة عن تناول الطعام، ويشوش أوامره بالتقليل من الغذاء.. والنتيجة الحتمية هي تراكم الدهون وظهور السمنة. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالبروتين الناتج عن هذا المورث يبطئ من عملية هضم الطعام وتحويله إلى طاقة تستهلك أولا بأول، بما يسمح بتراكمه في صورة دهون. ويساعد المورث المكتشف العلماء على التعرف على مورثات أخرى توصف بأنها فرقة موسيقية تعمل بتناسق لإحداث هذا الخلل في الجسم، ويمكن وصفها بمورثات الشراهة التي تعود جذورها إلى قسوة الحياة، أو إلى عوامل نفسية غير سوية.
لقد أصبحت السمنة مشكلة تؤرق الكثير من الأشخاص خاصة الذين لا تتاح لهم فرصة ممارسة الرياضة لإحراق الطاقة الإضافية التي تتحول إلى دهون مخزونة. فالجسم يستفيد من الطاقة السكرية في مرحلتين: الأولى عبارة عن طاقة تحليلية، والثانية طاقة حارقة وهي التي تؤدي إلى احتراق السكريات ومعها كمية مساوية من الدهون مما يخلص الإنسان من السمنة. لذا نجد أن الإنسان البدين يعتمد على المرحلة الأولى فقط (طاقة تحليلية) التي تكفيه لممارسة أعماله اليومية، هذه الحالة تؤدي إلى هياج هرمونات المعدة وإفراز إنزيمات خاصة تجعل الشخص يشعر بالجوع والحاجة إلى السكريات حتى لا يصاب بالإعياء والخمول. ولكي تكون المعدة في حالة استكانة دائمة لابد من ضبط هرموناتها، حتى تتعود على الهدوء وبالتالي يستطيع الجسم أن يفقد الدهون المتراكمة دون الإحساس بألم الجوع المستمر، ولن يتأتى هذا إلا بتناول الغذاء الصحي وبكميات متوازنة.
ويعتبر الزبادي من الأطعمة الغنية بفيتامينات أ، د، التي تفيد البشرة والشعر كثيرا، والخبز يمد الجسم بالبروتين والحديد والكالسيوم، وفيتامين ب والألياف، ويعد الكالسيوم مفيدا لصحة الأسنان والأظافر والعظام وهو متوافر في منتجات الألبان مثل الجبن والقشدة، ولكن علينا تناول قطعة صغيرة يوميا للحفاظ على الوزن الخفيف والرشيق. وتعتبر الموالح والجوافة من المصادر الرئيسية لفيتامين ج اللازم لجمال البشرة، وبما أن هذا الفيتامين لا يخزن في الجسم، فلابد من تناول ثمرة من البرتقال أو الجريب فروت أو عصير الليمون يوميا.
أما البروتينات فتتوافر بكثرة في اللحوم والأسماك والبيض والبقول والجبن، وهي تبني الجسم وتمده بالطاقة وعلينا أن نتناول قدرا يسيرا من السكريات لإمدادنا بالطاقة والدفء، ويجب مقاطعة كل العجائن مثل الكيك والبسكويت والحلويات والشوكولاته والآيس كريم، أو تناول قدرا ضئيلا منها للحفاظ على الرشاقة.
أما الغذاء غير الصحي فهو المليء بالدهون والنشويات وهو يسبب العديد من المشاكل كزيادة الوزن أو امتلاء البشرة بالبثور، كما يضر بالأسنان أيضا، فلنحاول إعادة النظر في قائمة ما نتناوله من طعام بحيث تمدنا بالصحة المتوازنة التي تبعدنا عن الإصابة بشبح العصر المخيف (السمنة) وتحقق لنا الصحة والرشاقة والسعادة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved