د. جمال حبيب الله :
يعتبر بروز وتدلي البطن من توابع زيادة الوزن لدى الجنسين، كما يحدث في حالات الحمل المتكرر والولادات عند الإناث، ونتيجة تراكم الدهون حول منطقة البطن والخاصرة بالإضافة إلى ضعف عضلات البطن وتباعدها. ويؤدي بروز منطقة البطن إلى حالة من الإحراج الاجتماعي خاصة لمن يمارسون الرياضة أو في حالة ارتداء الملابس الضيقة.
ولحل هذه المشكلة يتم اللجوء إلى إجراء عملية شد البطن Abdominoplasty وإن كانت تختف حسب كمية الدهون المتراكمة في البطن ودرجة ترهل وتهدل جدار البطن.
ففي الحالات البسيطة نكتفي بإجراء شفط للدهون، وفي الحالات المتوسطة نقوم بعملية شفط الدهون مع إزالة الجلد المترهل، أما في الحالات الشديدة فيجب إجراء عملية شد كامل للبطن يتم فيها شفط الدهون مع استئصال الجلد المترهل وشد عضلات البطن لتقويته والحد من بروزه.
وهذه العملية تناسب كلا الجنسين من الرجال والنساء ومن يعانون من مشكلة بروز البطن. كما يمكن إجراء العملية لكل من يتمتع بصحة عامة جيدة، ولكن يفضل إجراء فترة من الحمية الغذائية والتمارين الرياضية قبل العملية للحصول على نتائج أفضل.
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع سكر الدم فيجب السيطرة عليه وضبطه قبل إجراء العملية.وتجرى العملية تحت التخدير الكامل، حيث يتم إجراء شق جراحي مخفي في ثنية الجلد السفلية، يختلف طوله حسب الحالة، ثم يستأصل الجلد الزائد، وتدعم عضلات جدار البطن في حالة تباعدها وضعفها، كما يصحح الفتق في حالة وجوده. وعادة يستغرق إجراء العملية من 3 إلى 5 ساعات.
وتتطلب العملية البقاء في المستشفى لفترة من 3 إلى 7 أيام، ويمكن العودة لمزاولة النشاط الطبيعي والعمل في خلال عشرة أيام إلى أسبوعين حسب الحالة.
غير أنه يتعين عدم حمل الأشياء الثقيلة لمدة 3 - 6 أسابيع بعد العملية. وفي هذه المناسبة أشير إلى إمكانية إجراء شفط للدهون أثناء عملية شد البطن خاصة من الخاصرة والأرداف وأعلى البطن، مما يعطي نتائج مكملة وجيدة.
أما بالنسبة للعمليات الأخرى فلا مانع من إجرائها أثناء عمليات شد البطن طالما أن حالة المريض العامة جيدة ومستقرة. إن الهدف من العملية هو تصحيح ترهل الجلد وترميم وتدعيم عضلات جدار البطن المتباعدة والناجمة أصلاً عن الحمل المتكرر، لذا فإنها بالعادة لا تتعارض مع الحمل في المستقبل.
كما أن احتمال حدوث مضاعفات بعد أي عمل جراحي وارد سواء كانت العملية صغيرة أو كبيرة. واختلاطات عملية شد البطن نادرة الحدوث وهي تشمل:
1- التهاب الجرح.
2- تجمع للسوائل والدم مكان العملية.
3- الشعور بشيء من التنميل في الجلد.
4- تأخر التئام الجرح خاصة عند المرضى السكريين.
5- احتمال حدوث جلطة دموية في أوردة الساق.
ولتجنب حدوث مثل هذه الاختلاطات يجب أولا التأكد من أن المريض يتمتع بصحة جيدة وأنه مبتعد عن التدخين لتجنب مشاكل التخدير، كما يجب التأكد من ضبط سكر الدم.
وخلال العملية تعطى المضادات الحيوية وأحيانا مميعات الدم كالهيبارين لتجنب جلطة الساق. أما بعد العملية فيجب لبس المشد البطني ليلاً ونهاراً لمدة 6 أسابيع لتجنب تجمع السوائل تحت الجلد، كما يجب تحريك الساقين بشكل مبكر وذلك لتحريك الدورة الدموية وتجنب حدوث الجلطة الوريدية.
وفي حالة حدوث تنميل بالجلد، فيجب طمأنة المريض بأن الحالة تتحسن عادة خلال الأشهر الستة التالية.وينبغي عدم تعريض الجرح للشمس مباشرة وذلك لمدة 3 أشهر وذلك لأن المنطقة تكون حساسة خلال تلك الفترة، كما يجب تجنب وضع المستحضرات السائلة والأدوية غير الموصوفة من قبل الطبيب وذلك منعاً لالتهاب منطقة الجرح.
كما يجب لفت انتباه المريض لضرورة الاتصال بالطبيب الجراح في حالة ملاحظة تورم أو احمرار بالجرح أو خروج سوائل من الجرح أو حدوث ألم شديد فيه.
( * ) استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر |