ومرت الأيام بطيئة كئيبة، مليئة بالأحزان والذكريات..
بكينا وظننا أن دموعنا لن تجف حزنا، وظننا أن حزننا لن يزول.. أحسسنا بمرارة الفراق وظننا أننا لن ننسى.. بعد رحيل عمي الغالي عبداللطيف الذي استوطن رئته الخبيث.
وجدت نفسي أتصلب في مقعدي أتأمل وجه من أخبرني ألملم من معان لا أفهمها كلمات تلفظ بها. وكزت جرحاً في قلبي.. فما أسمعه الآن أوقد ناراً تصلبت به شراييني، فجر أمطارا مثقلة على قلبي ضاقت بي الدنيا رغم اتساعها.
وبعد عدة أيام من دموعٍ ممزوجة بالذكريات، من دموع أحرقت وجناتنا، من دموع حفرت مكاناً على خدودنا، من آهات أحرقت طريق أنفاسنا...
وبعد كل ثانية بكاء.. دقيقة ألم.. ساعة حزن.. كآبة يوم.. صدمة زمن.. أرجع بذاكرتي الى الوراء لاتذكر كم أنسنا بوجوده، كم فرحنا بلقائه، كم كان قريباً منا رغم ابتعاد مسافتنا، كم كان حلقة اتصال بيننا وبين احبابنا، كم جلست أناجي ربي أن يشفيه.لكن الآن رحل.. رحل بعدما ترك ذكريات جميلة معه، رحل بروحه من هذه الدنيا، ولكن ستبقى روحه متجسده في أبنائه الذين وقفوا في انتظار أبيهم، من يأخذ بأيديهم الى دنيا خضراء.. وما بقي لنا هو أن ندعو الله ان نلتقي به في الجنة التي سبقنا لها ان شاء الله.
|