أيومَ العيدِ فادخلْ باب داري
وجَمِّل بالمنى ضوءَ النهارِ
فإني في انتظارك مُذْ ليالٍ
لتطفىء في فؤادي جَمْرَ ناري
لهيبُ الشوق يحرقُ في ضلوعي
ويكسُو سَحْنتي ثوبُ اصْفِرَارِِ
فصرتُ إذا تراودني طيوفٌ
أثارَ الرملُ أمواجَ الغُبارِ
أعيش العيدَ في وجْدٍ وشوقٍ
إلى أحباب قد تركوا دياري
حسبتُ لبعدهم ألفي حِسابٍ
ولكنّ الفراقَ لَفَى قراري
ويغلبُني لرؤيتهم حنينٌ
فيجتازُ الفيافي والصحاري
ويحملني إلى أيام لهْو
بصحبتهم إذا كانوا جِوَاري
فأما اليوم قد أضحوا بعيداً
أسلي النفسَ عنهم باصطباري
فَصَبراً أيُّها القلبُ المُعَنّى
وجُودي أدمعي من حرِّ نَاري
ولكنْ لا سبيلَ إلى لِقاءٍ
مع الأحباب من غير انتظارِ
عسى الله الذي نرجو بعفوه
دخول جناتِه وَضَحَ النَّهارِ
يعودُ بِهِم ويجمعُنا قريباً
ويهْدَأُ سيلُ شوقٍ فيَّ جارِ