ومضى رمضان...
أُطْفِئَتْ نوافذُ ضوءٍ، وأُغلِقَتْ مساربُ عُتمة...
ومضى العيدُ، ومعه الأسئلة الملوَّنَةُ: كيف، ولِمَ، وعلى أيِّ حال...؟!...
والنّاس تفاوتوا بين سادرٍ في هَمِّهِ، وبين منغمسٍ في همومِهِم...،
و... والفلُّوجة، وموتُ الزَّعيم، والبيوت التي قُبِرَ فيها ساكنوها..., والألعاب النَّاريةُ تُزَيِّنُ السماء فوقَ الرؤوسِ، والنَّارُ تُلْهِبُ الأرضَ تحتَ أقدامِ عابريها،... و... و...
لا رمضانَ من بَعد،
ولا عيدَ من قَبل،
ويعودُ النّاسُ سِيْرَتَهُم الأولى...
اليوم العمل، وغداً الأمل...، وبعد غدٍ مجهولٌ، والذي مضى أكثر مجهولاً، وأبلغ مفقوداً!!....
والنَّاس يتكيَّفون مع الأحداث...
والإنسان يمرِّرُ حياتَه كيفما هي...
يتأسَّى على السكينة، ويحلم بالاطمئنان، ويتذكَّرُ نِعَمَ الهدوء، والصَّمت، وبلاغة العمل...، وصفاء الذهن، والحلم بالحياة...
والأسئلة تدكُّ صدرَهُ لا عقلَه...
والحَيْرةُ تسكن عظامَهُ لا نفْسَه...
وقيمةُ الذَّي يفعلُ فاقدةٌ أم مفقودةٌ؟.
ثمينةٌ أم بخيسةٌ؟
والأطفال أمامه لزمنٍ سعيدٍ بِهِم؟ أم بائسٍ بيأسِهِم؟
والولاَّدة مرضيُّ عنها، أم مألومٌ منها؟
واللَّقمة في الأفواه للحياة تُهيِّئُ، أم للفناء تُعِدُّ؟
لوحةٌ مشوَّشَةٌ...
ونفسٌ حائرةٌ...
وحياةٌ غامضةٌ...
والأحداث تتسارع أمام عينيه، والأرض تتغيَّر تحت قدميه، والمظلَّة فوق رأسه عراءٌ...، والثَّمرة في فمه خُواء!!
ورمضانُ الذي جاء ذهب...
زُوَّادَتُه فارغةٌ أم عامرة؟!
وصفحاتُهُ بيضاءُ أم داكنة؟
والعيدُ الذي مرَّ غادر
فرحَتُهُ معلَّبةٌ أم مُصادَرة؟
مُفْتَعَلَةٌ أم صادقة؟
أكيدةٌ أم مُزَيَّفَة؟
ما مقدار المصداقيَّةِ في الرِّضاء عن محتوى شريطِ الحياةِ المُتَسارعِ في واقع الإنسان بكلِّ ما يضُمُّهُ، ويَلُمُّه، يُفْصِحُ عنه أو يُخْفِيْه، يَعرِضُهُ أو يُدارِيه، يمنحه أو يسلُبُه، يُبْكِيْهِ أو يُؤْلِمُه، يُداجنُهُ أو يداهِنُهُ، أو حتى يُطَمْئِنُهُ أو يُقْلِقُه؟!
إنسانٌ يعيشُ...
وحياةٌ تقومُ...
وأحداثٌ تَتَتالى...
والله أعلم بكلِّ أمرٍ... وإلى أيِّ أمر...
|