* لندن - من مادلين تشمبرز - رويترز:
وافق الرئيس الفرنسي جاك شيراك على ألاّ يتفق مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني بشأن العراق ولكنه وعد بالتعاون الكامل في مجالات عدة من افريقيا الى الشرق الأوسط عندما ترأس بريطانيا مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى والاتحاد الأوروبي عام 2005م.
ومنذ الاستعدادات للحرب على العراق والعلاقات بين البلدين الأوروبيين الكبيرين تمر بحالة من التوتر الذي يصل أحياناً الى حد المرارة.ولكن دبلوماسيين قالوا ان اداء الزعيمين في لندن أظهر فيما يبدو التزاما صادقا برأب الصدع في العلاقات.
وفي الكلمات التي أدليا بها في مؤتمر صحفي مشترك أكد الزعيمان على الأرضية المشتركة بين البلدين في العديد من المجالات مثل الفقر في افريقيا والتغيرات المناخية.. وهي الأولويات التي حددها بلير عندما تترأس بريطانيا مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى خلال عام 2005م والاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام نفسه.وقال شيراك الذي زار لندن يوم الخميس لإحياء ذكرى مئة عام على (الاتفاق الودي) الذي أنهى التنافس الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا ان باريس (ستدعم بنشاط) هذه الأولويات وأشاد (بالمجالات المتعددة التي نعمل فيها معا بود كامل).
وتقاسم الزعيمان رؤية عامة بضرورة جمع الفلسطينيين والاسرائيليين على مائدة المفاوضات بعد وفاة ياسر عرفات .. وضغط بلير على الرئيس جورج بوش الذي اعيد انتخابه حديثا كي يجعل من هذا الأمر أولوية شخصية بالنسبة له.
وقال شيراك (ما يمثل أهمية حقا هو كل ما هو مشترك بيننا في الحاضر والمستقبل) مشيراً الى ان افريقيا والتغيرات المناخية يمثلان (اثنتين من أهم المسائل التي نحتاج للتعامل معها من أجل مستقبل العالم). وقال شيراك ان الإطاحة بصدام حسين لم يجعل العالم أكثر أمنا.
وأضاف (اذا نظرت الى الشكل الذي تتطور به الأمور في العالم فيما يتعلق بالأمن وتنامي الارهاب... لا يمكنك أن تقول بصدق ان الوضع قد شهد تحسنا مهماً).وفي خطاب ألقاه في وقت لاحق ببلدية لندن وجه شيراك انتقادا مبطنا لواشنطن قائلا ان الغرب لا يمكنه ان يفرض ارادته أو قيمه منفردا على العالم.
وأضاف (العالم في حاجة الى أوروبا قوية في اطار شراكة جديدة عبر الأطلسي).
ومضى يقول (يتعين علينا أن نتجنب أي خلط بين التحول للديمقراطية والنمط الغربي). وتابع شيراك ان الناس سوف يعتبرون ذلك امبريالية واستعمارا. ولكن الزعيمين تحدثا يوم الخميس بلغة تصالحية. وقال بلير (الخلافات التي حدثت وقت الصرع معروفة جيدا ولكن... كلينا يريد ان يرى عراقا مستقرا وديمقراطيا وسوف نبذل قصارى جهدنا لضمان حدوث ذلك).
وأضاف بلير ان البلدين يعملان معا عن كثب في قضايا عدة منها ايران وأفغانستان والبلقان وافريقيا وارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال مسؤولون انه نادراًَ ما بدا الزعيمان بمثل هذا الاسترخاء.
|