* نيروبي - (ا.ف. ب):
مهدت روسيا بإبلاغها مصادقتها على بروتوكول كيوتو إلى منظمة الأمم المتحدة المؤتمنة على المعاهدة الطريق لدخول هذه الاتفاقية الخاصة بمكافحة التغيرات المناخية حيز التنفيذ بعد أكثر من سبع سنوات على إبرامها في المدينة اليابانية.
وهذا البروتوكول الذي يعد أقوى اتفاق ملزم تبرمه الأسرة الدولية في مجال البيئة، سيدخل حيز التنفيذ في 16 شباط - فبراير 2005 كما أعلنت الامم المتحدة التي تتقيد بفترة تسجيل من 90 يوما.
وعلى هامش اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي في نيروبي سلم السفير الروسي لدى الامم المتحدة اندريه دنيسوف أمس الخميس الامين العام كوفي انان ملفا يتضمن وثائق المصادقة الروسية على بروتوكول كيوتو.
ونظم حفل مقتضب ينهي عملية إجراءات المصادقة الروسية وحضرته الناشطة الكينية المدافعة عن البئية الكيني ونغاري ماثاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 2004.
وكانت روسيا تمسك بمفتاح دخول البروتوكول حيز التنفيذ بموجب قواعد التصديق على الاتفاق منذ أن رفضه الرئيس الاميركي جورج بوش في آذار - مارس 2001.
ويجب أن توقع على هذا البروتوكول 55 دولة على الأقل تصدر 55 % من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون في الدول الصناعية.
ومع انسحاب الولايات المتحدة، لم يعد ممكنا بلوغ هذه النسبة إلا بتصديق روسيا على هذا البروتوكول.
وكان بوتين اعتمد موقفا متذبذبا في هذا الخصوص طيلة سنتين ونصف السنة قبل أن يعطي الضوء الاخضر في كيوتو في 25 ايلول - سبتمبر بحسب مصادر مطلعة.
وأقر مجلس الوزراء الروسي رسميا مشروع قانون للمصادقة في 30 ايلول - سبتمبر، وتم التصويت عليه بدون أي صعوبات في مجلسي البرلمان، في الدوما (مجلس النواب) في 22 تشرين الاول - اكتوبر، وفي مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) في 27 الشهر نفسه.
وبعد توقيع بوتين على القانون في الخامس من تشرين الثاني - نوفمبر بدت موسكو (متعجلة للحصول) على موعد للقاء أنان في أقرب وقت لتسليم وثائقها المتعلقة بالمصادقة على كيوتو.
وأفادت مصادر غربية أن هذه (العجلة) قد تكون مرتبطة بالقمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا المرتقبة في 25 تشرين الثاني - نوفمبر في لاهاي حيث يتوقع أن تطالب موسكو بتنازلات حول ملفات الطاقة والاقتصاد العزيزة على قلبها مقابل مبادرتها الطيبة بشأن بروتوكول كيوتو.
وأعرب انان عن ارتياحه للمصادقة الروسية التي وصفها بالخطوة(التاريخية) وذلك في بيان موقع باسم برنامج الامم المتحدة للبيئة في نيروبي.
كما عبرت سكرتيرته التنفيذية للشؤون المناخية جوك والر هانتر عن ارتياحها في بيان منفصل صادر عن سكرتارية الامم المتحدة حول التغيرات المناخية في بون (المانيا).
وقالت في البيان: (إن فترة من الشكوك قد انتهت) داعية (الولايات المتحدة والدول الاخرى التي ليس لديها اهدافا مرقمة) بشأن خفض الانبعاثات الغازية إلى (تسريع جهودها في مجال التغير المناخي) في تلميح إلى الدول الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل.
وذكرت هانتر من واشنطن في اتصال هاتفي أجرته معها وكالة فرانس برس لسؤالها عن إمكانية حصول تغيير في الموقف الاميركي بعد إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش، بأن المؤتمر المقبل لمفاوضات الامم المتحدة حول المناخ ستعقد في بوينس ايريس في كانون الاول - ديسمبر.
وهذا المؤتمر (سيوفر لنا أول فرصة لنسأل( الاميركيين) عما اذا كان موقفهم قد تبدل).
ويفرض بروتوكول كيوتو الذي أبرم في 12 كانون الاول - ديمسبر 1997 على الدول الصناعية المصادقة عليه (30 مع روسيا) خفض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة اي التي تتسبب بارتفاع حرارة الكوكب، ومنها غاز ثاني اوكسيد الكربون في 2008 -2012 إلى مستويات سنة 1990.
لكن يفرض على الدول النامية فقط وضع قوائم بهذه المواد التي تعتبر مسؤولة عن التغيرات المناخية.
والغازات ذات مفعول الدفيئة تنبعث خصوصا من احتراق الوقود الاحفوري مثل الفحم الحجري والنفط والغاز، وسبل محاربتها تشمل كافة الأنشطة الانسانية ووسائل النقل وصنع المواد والتدفئة والإضاءة والزراعة، أي ما يستوجب إجراء تغييرات في الأنماط الحياتية.
| 
"دوليات"