* نيروبي الوكالات:
تلقت عملية السلام في السودان دفعة قوية من قبل الأطراف السودانية ومن مجلس الأمن الدولي الذي انتقل بكامل هيئته إلى نيروبي عاصمة كينيا خصيصاً من أجل السودان، وبينما تعهدت الحكومة السودانية وحركة التمرد في الجنوب بقيادة جون قرنق بإبرام اتفاق نهائي للسلام قبل نهاية العام الجاري فقد تعهد مجلس الأمن من جانبه بتقديم مساعدات من الأسرة الدولية ما أن يتم التوقيع على اتفاق السلام.
وقد أقر نص القرار الصادر من المجلس بإجماع الأعضاء الخمسة عشر في المجلس المجتمعين بصورة استثنائية في العاصمة الكينية.
وفي هذا القرار الذي يحمل رقم 1574 يتعهد مجلس الأمن الدولي (فور إبرام اتفاق سلام شامل - في جنوب السودان - بمساعدة الشعب السوداني في جهوده لبناء وطن مسالم وموحد ومزدهر شرط أن تفي الأطراف بجميع التزاماتها وخصوصاً تلك التي قطعوها في أبوجا ونجامينا).
وترتدي هذه المساعدات أهمية كبيرة لتنمية جنوب السودان، حيث يعيش قرابة عشرة ملايين شخص في ظروف صعبة جداً.
ويشهد السودان الذي يعدّ أكبر بلد إفريقي حربين أهليتين، واحدة في الجنوب بدأت في 1983 وأخرى في الغرب في منطقة دارفور منذ شباط - فبراير 2003م.
وقبل صدور قرار مجلس الأمن بحوالي ساعة تعهدت حكومة السودان ومتمردو الجنوب في اجتماعهم مع الأعضاء الخمسة عشر للمجلس باستكمال اتفاق السلام بينهما بحلول 31 ديسمبر كانون الأول لإنهاء صراعهما الطويل وتحقيق المصالحة التي تعثرت طويلاً.
ووقع أمس الجمعة وبحضور سفراء دول مجلس الأمن الدولي مسؤول من الحكومة السودانية ومفاوض من الحركة الشعبية لتحرير السودان على مذكرة تفاهم باستكمال اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة بينهما منذ 21عاماً بحلول 31 ديسمبر كانون الأول.
ووقع الإعلان وزير الدولة السوداني لشؤون الرئاسة يحيى حسين بابكر ورئيس وفد الحركة الشعبية نيال دنغ نيال بحضور أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وقالت المذكرة (الطرفان يعلنان التزامهما باستكمال المفاوضات بشكل سريع. للانتهاء من اتفاقية السلام الشاملة والتوقيع عليها في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر 2004).
والطرفان يوصيان أنفسهما بالانتهاء من اتفاقية سلام شاملة إدراكاً منهما بأن الانتهاء الفوري من عملية السلام مهم لكل شعب السودان لأنه سيساعد على حل كل التحديات التي تواجه البلاد.
وجرى التوقيع في جلسة خاصة لمجلس الأمن في العاصمة الكينية نيروبي ثم وقع سفراء الدول الخمس عشرة على الوثيقة.
وكان من أول الموقعين جان برونك مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان.
ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات يأمل الكثيرون أن تكون نهائية في نيروبي في وقت لاحق من تشرين الثاني - نوفمبر الجاري.
وفي مذكرة التفاهم التي وقعت أمس الجمعة أعلن الجانبان (التزامهما بالمفاوضات التامة والسريعة.. للتوصل والتوقيع على اتفاق سلام شامل في موعد أقصاه الحادي والثلاثين من كانون الأول - ديسمبر عام 2004).
وغادر مجلس الأمن الدولي مقره في نيويورك للمرة الأولى منذ 14عاماً واجتمع في العاصمة الكينية ليحصل على تعهدات من الخرطوم ومتمردي جنوب السودان بإنهاء الحرب الأهلية.
وقال السفير الأمريكي جون دانفورث رئيس المجلس وهو مبعوث سلام أمريكي سابق للسودان: إن الاتفاق هو الفرصة الوحيدة لإعادة بناء أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة.
ومن المقرر أن يصبح جون قرنق زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان نائباً للرئيس في الخرطوم إلى جانب علي عثمان محمد طه النائب الأول الحالي للرئيس.
وألقى كل من طه وقرنق كلمة أمس الخميس في اليوم الأول من جلسة الأمم المتحدة الخاصة التي تستمر يومين ووقع مذكرة التفاهم أمس ممثلان عنهما وقالا: إنهما سيوقعان بأنفسهما الاتفاق النهائي.
ومن جانب آخر قالت منظمة اوكسفام البريطانية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية: إن الأمن يتدهور في إقليم دارفور مع انتشار قطاع الطرق مما يهدد حياة حوالي 200 ألف شخص بسبب نقص الطعام والمياه.
وأضافت المنظمة أن الأكمنة على الطرق منتشرة في أرجاء الإقليم مما دفعها إلى نقل الإمدادات لخمس بلدات فقط باستخدام طائرات هليكوبتر.
|