يوم كنا لا نعرف معنى الفرح في أيام الأعياد، كنا نهجر عاصمتنا الحبيبة، نودع أجمل مدينة لنعود لها من أجل أن نفرح كم يوم، ويلعب أولادنا بضع ساعات.. يقضون أيام اللهو خارج بيوتهم.. يتنقلون للمبيت في علب الفنادق التي يسمونها غرفاً إلا أن صغر تلك الأماكن لا تتيح لهم الحركة.. فضلاً عن نهب جيوب الآباء.
منذ سنتين أو أكثر بقليل بدأ بعض الفرح يعود للرياض.. أصبحت عروسة المدن تتزين قبل أيام من قدوم العيد، تشتعل بالأضواء الجميلة.. تصبح الشوارع أكثر جمالاً.. وحركةً.. إلا أن اللعب.. اللعب البريء للأطفال يظل مفقوداً، إلا للذين يملكون نقوداً أكثر.. فينفقونها في الملاعب.. يفرحون لوحدهم بعيداً عن آبائهم أو أمهاتهم فكلمة (فقط) تمنع اجتماع الأب والأم لرعاية أطفالهم.
هذا العام.. عيد هذا العام.. فطرنا على الفرح كله.. شوارع جميلة مضيئة بالأنوار وبالفرح وبالبسمة والابتهاج من داخل النفس ليشع خارجها.. الأولاد ضحكاتهم تلجلج، يتردد صداها في جوانب الحدائق والمنتزهات والملاعب التي من كثرتها لم يستطع الجميع أن يزوروها جميعاً.
هذا العيد فطرنا على الفرحة والبهجة والمتعة الممزوجة بالفكر النافع.. فالفكر في هذا العيد احتفل وابتهج بالحضور الطاغي للمسرح..
عشر مسرحيات في الرياض.. أي حضور رائع هذا للمسرح الذي احتفى به أهل الرياض وزوار الرياض والذين قدموا للرياض، فكان الحضور في الخارج أكثر من الداخل.. عيد جميل.. عيد جمع الفرح كله في الرياض.. (عيدية) قدمها أمير الرياض ونائبه تكشف عن مدى حب الأمير وأخيه للرياض وأهلها.
عيدية.. عرف أمين الرياض وزملاؤه من موظفي الأمانة كيف يقدمونها.. دسمة.. شهية.. رائعة.. ليكتمل تفوق الرياض التي أثبتت في هذا العيد أنها تختزن الفرح كله بل جعلت من غادرها يحزن.
|