* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
علمت الجزيرة أن الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب، ومقرها القاهرة، قررت تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، وذلك في ضوء تصريحات الدكتور اشرف الكردي، الطبيب الخاص بالمغفور له، والتي تشكك بإمكانية أن تكون وفاة الرئيس عرفات ناتجة عن عمليه تسميم تمت له باستخدام سم بطيء التأثير. وقالت الأمانة العامة في رسالة بعث بها الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، د . عبد المنعم أبو الفتوح إلى جهات عربية ودولية، تحصلت الجزيرة على نسخة منها : ان الأمانة أجرت اتصالاً بالدكتور أشرف الكردي و أكد لنا شكوكه .. وبحسب مضمون الرسالة : أكد الكردي انه تمت عمليه إقصاء متعمدة له من التعامل مع الرئيس الراحل عرفات من ساعة قرار نقله إلى باريس للعلاج، وحتى إعلان وفاته؛ على الرغم من إلمامه التام بالتاريخ المرضى للرئيس كونه طبيبه الخاص منذ ما يزيد على عشر سنوات .. وكان الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات ( 75 عاماً ) قد انتقل إلى جوار ربه في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الخميس 28 - رمضان 1425 هـ، الموافق 11 - 11 - 2004، على سرير، مشفى بيرسي العسكري في باريس .. وجاء في رسالة الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب التي تعرضها الجزيرة : عليه فإن الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب قررت تشكيل لجنه للتحقيق في أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل، برئاسة الأمين العام وعضوية السيد الدكتور أشرف الكردي وعدد من أطباء الوطن العربي الأكفاء .. وسيتم إصدار بيان نهائي عن طبيعة الوفاة .. والظروف التي صاحبتها .. وبحسب الرسالة: ستبدأ اللجنة بالاطلاع على الملف المرضى للرئيس عرفات طوال فتره وجوده بمستشفى بيرسي العسكري الفرنسي وتقارير السادة الأطباء من مصر وتونس الذي قرروا سفره إلى باريس .. وجاء في ذيل رسالة الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب: ننعى الرئيس عرفات إلى الأمة العربية والإسلامية، وندعو الله أن يتقبله في الشهداء والصالحين .. ونؤكد على أن إجراء هذا التحقيق إنما يمليه الضمير الطبي و اعتبارات الأمانة القومية والمهنية .. يشار إلى أن الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب بعثت بنسخ عن رسالتها إلى كل من: الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، وللسفارة الفرنسية بالقاهرة، وللسيد روحي فتوح، الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية، وللنقابات والجمعيات الطبية العربية المعتمدة باتحاد الأطباء العرب، ولسفير فلسطين بالقاهرة، وللاتحادات المهنية العربية ( المحامين، الصحفيين، الصيادلة، المحاسبين ) وللسفارات العربية المعتمدة بالقاهرة ..
دفن الرئيس عرفات ؛ دون نشر التقرير الطبي حول أسباب وفاته ..
وفي موضوع ذي صلة بالزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، علمت الجزيرة أن رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، (أبو علاء)، قدم، مساء يوم الاثنين( 15 - 11 -2004 )، طلباً رسمياً للرئيس الفرنسي، جاك شيراك، وللحكومة الفرنسية، طالب خلاله بنشر الملف الطبي للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات .. وجاء في الكتاب الذي قدمه أبو علاء : إننا نطالب الحكومة الفرنسية بتسليمنا الملف الطبي الكامل حول وفاة ياسر عرفات وظروف وفاته ؛ وشكر أبو علاء الفرنسيين على العلاج الذي قدموه للرئيس الراحل، مطالباً في الوقت ذاته بتسليم الملف الطبي للفلسطينيين بأسرع وقت ممكن.
وفي تعقيب للإدارة الفرنسية، قال ناطق باسم وزارة الدفاع الفرنسية : إن الوثائق الطبية للرئيس عرفات ستُسلم لمن يحق لهم الاطلاع عليها، بعد تقديم طلب رسمي للجهات المختصة .. وقال إنه في حال تقديم طلب رسمي من الجانب الفلسطيني، فستقوم الجهات المختصة بدراسة هذا الطلب .. هذا ويتشكك الفلسطينيون في أن قائدهم التاريخي، قد تجرع السم من حيث لا يدري، وكان قريع، أعلن انه لا يستبعد أن يكون عرفات قد تناول سماً دُس له .. فيما قال أمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم: إن احتمال تعرض الرئيس الراحل، عرفات، للتسميم البطيء هو أحد الاحتمالات المطروحة .. فيما كشف، فارق القدومي، ( أبو اللطف ) رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) عن إجراء اتصالات مع دول عربية ودولية أثناء مرض الرئيس الفلسطيني، الراحل، وذلك من أجل حثهم على الضغط على إسرائيل لمعرفة المصل المضاد للسم، الذي أكد ( القدومي ) رسمياً أنه أعُطي للرئيس الفلسطيني عرفات من أجل قتله .. وأشار القدومي أن بعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ماطلت في التعاطي مع هذا الموضوع، وحتى أنها ماطلت دون تحقيقه ..
وكان د .، أشرف الكردي، الطبيب الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل، الذي واظب على علاج عرفات مدة عشرين عاماً، قد طالب بتشريح جثة الرئيس الفلسطيني، الراحل ياسر عرفات، لتحديد سبب موته ..
وقال الكردي الذي رفض الفرنسيون السماح له بالإشراف على علاج الرئيس عرفات : إن الأسئلة حول وفاة الرئيس عرفات لا تزال معلقة، ويجب الآن التوجه للقيادة الجديدة، وخصوصاً بالنسبة لكل ما يتعلق بعد إجراء تحقيق بهذا الخصوص لغاية الآن .. وكان الكردي أو من شكك في أسباب التكتم الشديد على الحالة الصحية لعرفات، والتي نقل على إثرها إلى مستشفى بيرسي في باريس. وكان الدكتور مصطفى البرغوثي، سكرتير المبادرة الوطنية قد أعرب عن دهشته لموافقة القيادة الفلسطينية على دفن الرئيس عرفات دون نشر التقرير الطبي حول أسباب وفاته.
وقال البرغوثي: إنه إذا تطلب الأمر استخراج جثمان الرئيس عرفات، من القبر لتشريحه لمعرفة الحقيقة فلن يكون هناك مفر من ذلك .. يجب أن يعرف الفلسطينيون كيف مات زعيمهم ..
وأضاف البرغوثي يقول: إنه إذا كان صحيحاً ما تردد عن موت عرفات بالسم، فإن لذلك تداعيات كبيرة، وفي مقدمتها رغبة قاتلي عرفات في تصفية الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني .. وتحدثت عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني، الدكتورة حنان عشراوي، بنفس الروح هي الأخرى، وقالت عشراوي: إن الأطباء قد أعلنوا منذ البداية ان انخفاض عدد صفائح الدم في جسم الرئيس عرفات قد يكون ناجماً عن إصابته بسرطان الدم، اللوكيميا، أو الفيروس، أو التسمم وقد اسقط الأطباء الخيارين الأولين .
وكانت، ليلى شهيد، مفوضة فلسطين العامة في فرنسا، قالت يوم الأحد ( 14 - 11 - 2004 ) في تصريحات خاصة، تنقلها الجزيرة : إن الاحتمال يقول أن يكون الإسرائيليون قد دسوا للرئيس الفلسطيني الراحل ؛ كما سمموا آخرين؛ مضيفة : لا يمكنني أن أقول أن لدينا الأدلة الطبية على ذلك ؛ لكن الأطباء الفرنسيين لم ينفوا ذلك .. سيبقى ذلك لغزاً يرافق أسطورة الرئيس عرفات، مشيرة إلى أن فرضية التسميم ليست بنظر الفلسطينيين مجرد شائعة .. إنها قناعة راسخة ومنطقية جداً .. خاصة وأن الإسرائيليين حاولوا مراراً التخلص من عرفات .. وقالت شهيد : انه غير وارد على الإطلاق طلب بيان طبي جديد من الفرنسيين، مشيرة : إلى أن الملف الطبي سُلم إلى عائلة الرئيس الفلسطيني الراحل ( سهى عرفات ) ونحن نحترم القانون الفرنسي .. وكان، ناصر القدوة، المندوب الدائم للسلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، والذي هو ابن شقيقة الرئيس الراحل، عرفات : عن شكوكه حول تعرض الرئيس الفلسطيني الراحل للتسميم ..
هذا ويعكس طلب قريع للتقرير الطبي، حالة البلبلة الحاصلة في صفوف السلطة الفلسطينية، حول أسباب وفاة عرفات، وذلك على ضوء موجات التقارير التي تتحدث عن تسميم الرئيس عرفات .. ويعكس الطلب الذي قدمه أبو علاء، أيضاً، محاولة قيادة السلطة الفلسطينية، ومنظمة التحرير بإرضاء الشارع الفلسطيني، بشكل عام، والشعبي داخل حركة فتح بوجه خاص.. وكان ناشطو حركة فتح قد نظموا في الأيام الأخيرة سلسلة من المظاهرات، وادعوا أنه تم تسميم عرفات. وطالب هؤلاء بمعرفة أسباب الوفاة، لا سيما في ظل ما تردد أن قادة فتح والسلطة يعرفون سبب وفاة عرفات ؛ وهدد ناشطو فتح بالتعرض وقتل كل من كانت له يد في تسميم الرئيس عرفات ..
|