Saturday 20th November,200411741العددالسبت 8 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أطفال فلسطين يطالبون بمعرفة الأسباب أطفال فلسطين يطالبون بمعرفة الأسباب
3000 طفل فلسطيني في رام الله يرفعون لافتات كتب عليها (من قتل ابانا ؟)

*رام الله - نائل نخلة:
تجمع قبل ظهر اليوم في مقر المقاطعة برام الله اكثر من 3000 طفل فلسطيني يحملون صور الرئيس الراحل ياسر عرفات على (تي شيرت) ويرفعون لافتات كتب عليها (من قتل ابانا ؟) وهتف الاطفال الذين قدموا من جميع محافظات الضفة الغربية بحياة الرئيس الراحل، مطالبين بفتح تحقيق جدي وواسع في اسباب وفاة عرفات.
وخرج امين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم الى جموع الاطفال الذين احتشدوا حول قبر الرئيس الذي لا يبعد سوى 200م عن مكتبه السابق ليعلن ان القيادة الفلسطينية ستحقق في اسباب وفاة الرئيس.
وتوعد بإيقاع اقسى عقوبة وانزال حكم الشعب العادل في كل من يثبت تورطه او معرفته في تسميم عرفات في حال التأكد من موته مسموما ورأى عبد الرحيم في الحشود الهادرة التي اعتمرت قبعات وقمصانا بيضاء طبعت عليها صور الزعيم الراحل وعبارة (وداعاً يا ابو عمار.. لن ننساك) تصديقا لرؤية وثقة الزعيم الراحل في شعب الجبارين وأشباله وزهراته الذي ظل يردد عبارته المأثورة ان شبلا وزهرة منهم سيرفعان علم فلسطين فوق أسوار ومآذن وكنائس القدس حيث جاؤوا اليوم يعاهدونه بالعمل على تحقيق حلمه حلم الشعب.
ودعا أمين عام الرئاسة الى التمسك بتعاليم ووصية القائد الكبير قائلا: ترك الشهيد فينا وصية لن نضل ما دمنا نتمسك بها، انها الثوابت الوطنية القائمة على التمسك بحقوق شعبنا الوطنية المشروعة والوحدة الوطنية التي تحرم الدم الفلسطيني على السلاح الفلسطيني.
وأكد على الدور الكبير الذي بذله الرئيس القائد من أجل الشعب والوطن والقضية التي كرس لها كل حياته فجعل لشعبنا مكانة مرموقة تحت الشمس، مشيرا في هذا السياق الى الاحترام والتقدير الذي حظي به في حياته وعند لقاء ربه عندما لاقى جثمانه الطاهر ذلك التكريم المهيب في ثلاث قارات.
وتعهد باسم القيادة ان يتواصل البحث والتقصي للوقوف على كامل الحقيقة بشأن مرض ووفاة عرفات.وتطرق عبد الرحيم في كلمته الى ذكرى يوم الاستقلال الذي أعلنه عرفات باسم الشعب في 15-11-88 في دورة المجلس الوطني في الجزائر ورحل شهيدا قبل ان يحققه معاهدا روحه الطاهرة على مواصلة العمل لتجسيده بإقامة الدولة الحرة السيدة وعاصمتها القدس الشريف كما أراد.
وأثنى أمين عام الرئاسة أمام الجموع التي قاطعته بالهتاف للرئيس الراحل والقدس وفلسطين وبموجات التصفيق على المظاهر الحضارية التي تجلت لدى شعبنا والقيادة في التشييع وفي الانتقال السلس والسلمي للسلطة كما خطط وأراد الراحل.
وحذر عبد الرحيم من مواصلة حكومة الاحتلال لسياسة انكار الشريك بعد ان زعمت وكذبت ان عرفات ليس شريكا ولم يكن ذا صلة مستشهدا بما شهدته الأراضي الفلسطينية أثناء مرضه وعند وفاته التي أكدت انه الشريك الوحيد ذو الصلة.
وقال في هذا المقام ان يدنا كانت ولا تزال ممدودة اذا قابلوها بالمثل واذا ما اعترفوا بحقوقنا والا فإنهم سيجدون شعبنا كل مواطن فيه ياسر عرفات الذي قال ان الدموع والحزن على رحيله تدعونا الى مواصلة الطريق على دربه.وكان آلاف من أشبال وزهرات المحافظتين انتظموا ظهر امس في مسيرة منظمة في طوابير انطلقت من ملعب الفرندز في البيرة جابت الشوارع والميادين الرئيسية في طريقها الى ضريح القائد ووضع المشاركون أكاليل الزهور على الضريح بمساعدة حرس الشرف وقرأوا الفاتحة على روح الرئيس.
وردد الاطفال الهتافات الوطنية والعبارات التي كان يرددها الرئيس في حياته، واخرى طالبت بالكشف عن أسباب وفاته مثل: (من رام الله لباريس مين اللي قتل الرئيس)، واخرى مجدت الراحل مثل: (من رام الله لغزة ابو عمار رمز العزة) وثالثة أكدت الوفاء لنهجه مثل: (انا عمري خمس سنين لكن ما ببيع فلسطين).
وألقى العديد من الاطفال والزهرات أمام أمين عام الرئاسة والنائب برهان جرار اللذين كانا في استقبال المسيرة حال وصولها المقر الرئاسي العديد من الكلمات والقصائد التي تخلل إلقاءها ذرف دموع وبكاء على رحيل الأب الحاني كما برزت منها قصائد وكلمات الطفلتين دعاء ابو عين ووعد البجة والطفل تحرير يوسف التي دفعت الجموع الى ذرف الدموع.
وكانت جموع غفيرة واصلت امس التوافد على ضريح الرئيس الراحل لقراءة الفاتحة على روحه والتضرع الى الله ووضع الأكاليل على قبره رغم انتهاء فترة تقبل واجب العزاء رسميا وأصر الطفل مهند عبد الحكيم من حي الارسال على القدوم الى الضريح ووضع زهرة فوقه رغم حاجته الى كرسي متحرك محضرا شقيقه محمود لمساعدته في تحقيق مبتغاه.
وقال انه حضر للتعبير عن حبه للرئيس الذي تمكن خلال حياته من رؤيته عن قرب ثلاث مرات في لحظات قال انها محفورة في ذاكرته.
واحتاج الطفل احمد ابو ليل ابن الاربع سنوات من مخيم قلنديا الى مساعدة كتفي والده للوصول الى الضريح ويتذكر احمد جيدا ان الرئيس احتضنه وقبله وانه يحبه ولذلك فقد العيد معناه بعد رحيل عرفات الأب والقائد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved