Saturday 20th November,200411741العددالسبت 8 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

قوات عراقية مدعومة بقوة أمريكية تستعد لشنّ هجوم واسع قوات عراقية مدعومة بقوة أمريكية تستعد لشنّ هجوم واسع
في الموصل.. مستقبل العراق يتأرجح بين الفوضى والسيطرة

* الموصل - الوكالات:
أعلن لواء عراقي أمس أن وحدات خاصة عراقية مدعومة بجنود أمريكيين تستعد لشنّ هجوم على مواقع المسلحين في مدينة الموصل بشمال العراق.
وقال اللواء رشيد فليح قائد وحدة خاصة أرسلت من بغداد إلى الموصل لدعم القوات هناك: (سوف نبدأ بالوسط قبل أن ننتقل إلى أقصى الغرب، سوف نصادر جميع الأسلحة التي سنعثر عليها وسوف ننظف هذه المدينة من المجرمين والإرهابيين).
ويشارك حوالي 1600 عنصر من قوات الأمن العراقية و1200 جندي أمريكي في العملية التي بدأت الثلاثاء من أجل تعزيز مراكز الشرطة وإعادة الأمن والنظام إلى الموصل بعد الاعتداءات التي شنّها المتمردون الأسبوع الماضي.
وأوضح اللواء فليح أن 24 مشتبهاً فيهم اعتقلوا أمس الأول خلال مداهمة مستشفى ومنازل سكنية في حي الشيخ فتحي (شمال غرب).
وأضاف أن المسلحين لجأوا إلى الموصل بعد الهجمات التي تعرضوا لها في مدينتي سامراء والفلوجة.
وكان المقدم بشار عمر من كتيبة الكومندوس أعلن أن جنوداً من القوات الخاصة هاجموا في الصباح مركزاً استشفائياً وعثروا على 20 رجلاً جريحاً بالرصاص.
وأضاف أن ستة جرحى قد اعتقلوا لاستجوابهم، ويشتبه بأنهم اشتركوا في معارك الأسبوع الماضي. وقد أقفلت متاجر المدينة وتضاءلت حركة السير.
وذكر الضابط الأمريكي مايكل كوريلا أن المسلحين خطفوا على الأرجح اثنين من عناصر الحرس الوطني العراقي.
وفي غرب المدينة دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدبابات بين جنود أمريكيين ومسلحين قرب مركز لتوزيع المواد الغذائية، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.
وتحولت الموصل التي تقع في شمال العراق ويقطنها مليونان من الهدوء النسبي لتصبح على حافة الفوضى في سويعات قلائل ثم بقيت هكذا على مدى اليومين التاليين.
شنّت مجموعات يضم كل منها ما يصل إلى 50 رجلاً مسلحاً هجمات منسقة في أرجاء المدينة واجتاحت سبعة مراكز للشرطة على الأقل لتسلبها من الأسلحة والعربات ثم تشعل النار في بعضها.
ويروي البريجادير جنرال كارتر هام قائد القوات الأمريكية في شمال العراق الأحداث التي وقعت في الموصل يومي 10 و11 نوفمبر تشرين الثاني الجاري.
وقال: إنه انتبه لمدى خطورة الوضع عندما قرّر رجال المقاومة أن يتشبثوا بمواقعهم ويحاربوا بدلاً من شنّ هجمات تعتمد على أسلوب الكر والفر كما كانوا يفعلون عادة.
واستطرد قائلاً: (عندئذ أدركنا أن شيئاً مهماً قد حدث).
وأضاف أن الحوادث وقعت بينما كانت القوات الأمريكية تشنّ هجوماً على مدينة الفلوجة قرب بغداد وكانت في جانب منها رد فعل على ذلك الهجوم.
وقال هام للصحفيين في ثالث أكبر مدينة في العراق (كان هناك مستوى من التنسيق أعلى مما شهدناه من قبل به تحكم وسيطرة محليين... إن الذي واجهناه عدو خطير جداً).
وبدأت الأحداث عندما أطلق رجال المقاومة قذائف صاروخية على قافلة سيارات تقل مسؤولي أمن في وسط الموصل.
وأصيبت سيارة واحدة على الأقل واشتعلت فيها النيران.
ومع وصول قوات أمريكية للمساعدة تعرضت أيضاً للهجوم.
وأصيبت فصيلة من عربات سترايكر الأمريكية وهي حاملات جنود ثقيلة ومدرعة بما لا يقل عن سبع قنابل مزروعة على الطريق وأربع قذائف صاروخية ونيران بنادق ونيران مدفع مضاد للطائرات في دقائق قليلة أثناء هرولتها لتقديم المساعدة.
قال اللفتنانت بنجامين بري (25 عاماً) وهو قائد فصيلة تضم أربع عربات (كان حنوناً. شعرنا كما لو كنا في قلب عاصفة ممطرة تنهمر علينا).
ومضى يقول: (كان هناك ما بين 40 و50 رجلاً في مجموعتين أو ثلاث مجموعات على الأسطح وعلى طول الطريق يهاجموننا وحسب).
وقال هام: إن رجال المقاومة بدؤوا بعد ذلك بفترة قصيرة في مهاجمة مراكز الشرطة في الموصل مما دفع المئات من رجال الشرطة للهرب وسمح لرجال المقاومة بأن يستولوا على حوالي 50 سيارة شرطة ومئات الأسلحة وأجهزة اللاسلكي وآلاف القطع من زي الشرطة.
لكن ربما كان سلوك رجال الشرطة أوضح مؤشر على انتقال الأحداث من الغموض إلى الفوضى.
ويقدّر هام أنه من بين أربعة آلاف شرطي في الموصل فر أكثر من ثلاثة أرباعهم بأن ألقوا أسلحتهم وهربوا.
ولم يبق سوى قلة لا تزيد على 800 شرطي وبسبب فرارهم واستيلاء المقاومين على زي رجال الشرطة طلب منهم أن يلزموا بيوتهم لأن الجنود الأمريكيين لا يمكنهم أن يثقوا في أي أحد يرتدي زي الشرطة.
قال هام (كان أداء الشرطة مخيباً للآمال بشدة).
وأضاف قائلاً: إنه من الواضح أنه كان هناك مستوى ما من التسلل المتعمد من قبل جماعات المقاومة بين المجندين للشرطة وأن اكتشافه يتطلب وقتاً.
وأقيل قائد شرطة الموصل وعين آخر بدلاً منه.
وعلى مدى 48 ساعة تالية خاضت قوات أمريكية ووحدات من الحرس الوطني العراقي معارك في الشوارع مع رجال المقاومة في أنحاء الموصل.
وقتل 60 رجلاً من المقاومين على الأقل بينما قتل جندي أمريكي وخمسة من رجال الحرس الوطني العراقي على الأقل.
ولاستعادة السيطرة على المدينة بدأ هام عملية في محاولة لطرد المقاومين من المدينة ونشر لواء من القوات الأمريكية يضم حوالي خمسة آلاف جندي ولواء من الحرس الوطني العراقي تدعمهم وحدات كوماندوس من الشرطة الخاصة. وعاد قدر من الهدوء للمدينة لكن هام لا يزال يصف الوضع بأنه هش ومتوتر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved