أتحفني الأستاذ جميل حمدان اليوسف بأعداد من مجلة الجوف، التي يرأس تحريرها، وتصدر بتمويل من الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الجوف.
وبقدر ما سررت بمحتوى المجلة من موضوعات هادفة ومتميزة إلا أن القارئ يلاحظ أنها تحمل طابع الصحف اليومية وما تحويه من أخبار المنطقة (الاجتماعية والمحلية) فضلاً عن عرض لاحتياجات السكان حول ما ينقص المنطقة من خدمات، وهو عمل تشكر عليه المجلة بتبنيها تلك المطالب وإيصالها للمسؤول بأمانة، علاوة على المقالات التي تصب في هذا القالب وهذا الأمر يشير بوضوح إلى حاجة المنطقة الملحة لصحيفة يومية أو (كبداية) أسبوعية، تستطيع أن تنقل مطالب الأهالي ومعاناة السكان من قصور بعض الخدمات في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا، لكي تلحق بركب الحضارة الذي تتمتع به بلادنا العزيزة لاسيما أنها منطقة واعدة بالخير والعطاء، وتتمتع بموقع إستراتيجي - داخلي وخارجي - نظراً لقربها من أسواق محلية ودولية مجاورة.
ولا يفوتني أن أشيد بالمستوى الراقي للمجلة وكتابها المتميزين من المنطقة ذاتها الذين يتمتعون بثقافة عالية واطلاع واسع وشعور بالمسؤولية تجاه منطقتهم والانتماء إلى أرضها وإحساسهم الصادق بدورهم الحيوي بإنماء المنطقة والمناداة بتنميتها عمرانياً وخدمياً سواء من القطاع العام أو بمشاركة القطاع الخاص.
وإذا عدنا للمجلة وما تحويه من أبواب هادفة في مجالات متعددة دينية واقتصادية وثقافية وطبية وقانونية ورياضية وشعبية وما يخص الأسرة والمجتمع، علاوة على التحقيقات المتميزة والحوارات والتقارير الجادة.. فإن هذا يظهر بجلاء الجهود المبذولة من رئيس تحريرها النشط وزملائه المحررين، الذين يسعون لانجاح مطبوعتهم بكل حماس واقتدار، سواء بطرح الموضوعات الثرية أو استكتاب الكتاب الوطنيين أو المتخصصين من غيرهم في شؤون الاقتصاد والطب والحاسب الآلي، إضافة إلى الاخراج الرائع والورق الصقيل. كما يبرز الدور الريادي للغرفة التجارية الصناعية الذي امتد من كونه اقتصادياً وتجارياً بحتاً إلى الدور الثقافي التوعوي متمثلاً بتبني هذه المجلة الرائدة.
وما زلت أرى أنه من المحتم ضرورة دراسة ايجاد صحيفة أسبوعية - يومية، تعنى بشؤون المنطقة، ولعل الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة تتبنى هذا الاقتراح ويشرع بعض رجال الأعمال بإنشاء مؤسسة الجوف للصحافة والطباعة والنشر على ان تكون مجلة (الجوف) إحدى مطبوعاتها.
وستبقى الجوف حلوة - كما يحلو لأهلها تسميتها - وستظل الجوف ( منطقة الزيتون والنخيل) سلة خير لا تنفد وعطاء متجدد وكرم لا ينتهي، وسنبقى - نحن المواطنين - مدينين لها بعطائها، وسنظل - نحن الكتّاب - معترفين بتقصيرنا تجاهها!! وها أنذا أشيد بما لمست وقرأت وسمعت!
ولعل الكثير أشاد - قبلي - بسفوح لبنان وإهرامات مصر وشلالات نياجرا وشواطئ الريفيرا، ومنتجعات سويسرا، بينما لا يعرف البعض مواقع أغلب مناطق بلادنا الغالية أو ما تضمه بين جوانحها من طبيعة خلابة وأجواء ساحرة!!!
وبعد.. أل سنا مقصرين في معرفة أرجاء بلادنا وما تشتمل عليه من جمال وسحر وعطاء؟؟!
ص.ب 260564 الرياض 11342 |