لاشك أن وزارة الصحة قدمت وستقدم الكثير من الخدمات التي من شأنها الرفع من المستوى الصحي ، إلا ان هناك ناحية مهمة يجب على وزارة الصحة تداركها وتحقيقها ، انها مراكز الإسعاف ، فهل يعقل أن عاصمة كالرياض مثلا لا يوجد بها الا إسعاف واحد فقط وهو المستشفى المركزي الذي لا يداوم فيه الا طبيب عام واحد او قل اثنان ، زد على ذلك انه غير متخصص .. ثم هل يقبل المنطق القول بأن هذا الطبيب بجهده المحدود وطاقته المحدودة يستطيع مواجهة المرضى الذين يفدون إلى هذا الإسعاف من كل أرجاء العاصمة بحثا عن علاج.
لقد رأيت بعيني ولا أقول سمعت في إحدى الليالي ما يدور في هذا الإسعاف بالذات ، كيف ان عشرات المراجعين من المرضى يطوقون الطبيب من كل جانب ويشكلون حوله حلقة وهو بداخلها لا يدري بمن يبدأ وكيف ينتهي ؟ وهذا ما يدعونا إلى عرض الرأي على معالي وزير الصحة الشيخ جميل الحجيلان بأن ينظر إلى هذا الموضوع نظرة فاحصة عن بصر وبصيرة ويتخذ ما من شأنه تعميم مراكز الإسعاف في كل مستوصف من مستوصفات العاصمة التي لا تزيد على أربعة ، وهي قليلة إذا ما قيست بعدد سكانها واتساع رقعتها وتباعد أطرافها ، فالوزارة بذلت جهدا في هذا المجال وذلك بتعميم الخدمات الصحية على المواطنين على شكل فتح مستوصفات صحية في كثير من أحياء العاصمة ، ولكن الحاجة ملحة الى طلب المزيد من ذلك .. وثمة أمر آخر يكمل جانبا من جوانب واجبات وزارة الصحة وما تقدمه من خدمات لمواطنيها .. وهو أن أكثر هذه المستوصفات تفتقر إلى طبيب اخصائي في الأطفال وإلى أدوية خاصة بعلاج الأطفال.
ونحن ندرك وجود مستشفى للأطفال في الشميسي ولكن هذا لا يكفي بل وليس في مقدور الساكن على طريق الخرج أو طريق المطار أو في الملز أو طريق الناصرية أو حتى طريق الحجاز الذي يعتبر أقرب ما يكون مسافة إلى هذا المستشفى ، ليس في مقدور كل أولئك الذهاب إلى هذا المستشفى في وقت حرج وفي ظرف من أحلك الظروف التي تمر على الإنسان في حياته ، أيا كانت مقدرته وإمكاناته وطاقاته ، فإن الشيخ جميل الحجيلان وقد عرف بكل ما هو أهل له لجدير بأن يحقق هذين المطلبين ، وما ذلك بعزيز على همة مسؤول مثل الحجيلان والله الموفق.
|