* بقلم: فاروق بن زيمة :
بقي معنا من رمضان أيام معدودات ثم ينقضي بعدها ليحل بيننا العيد ومراسم العيد، ومتطلبات العيد وعطلة العيد، وان كانت عطلة العيد أياما قليلة إلا أنها أكثر من أيام رمضان كسلا وخمولا.. فيها يتوقف تعب الشهر كله ويستريح على ظهورنا.. وفيها نحاول جمع شتاتنا وفتات قوانا المتناثرة في محاولة لاعادة الحياة الى طبيعتها الأولى، وروتين الحياة إلى ما كان عليه قبل حلول الشهر الفضيل، في الواقع انها مهمة صعبة وشاقة وهي قطع دابر عادة اعتدنا عليها شهرا وألفناها، بل وأحببناها من كل قطرة دم في عروقنا.
بعد العطلة مباشرة سيكون أفراد المنتخب الأهلي متواجدين بمعسكرهم في جدة، وهو معسكر سوف يستغرق نحو أربعة شهور، وهي مدة كافية لنخلق فريقا لدورة الخليج القادمة متفاهما ومتجانسا، وان كنت أرى أنه من المستحسن نقله الى مدينة الرياض قبل اقامة الدورة بوقت كاف لعدة عوامل منها أن الدورة سوف تقام على ملعبها وفي جوها بكل ما فيه من اختلاف عن الجو في جدة خاصة بالنسبة للاعبين المختارين من غير مدينة الرياض حتى لا يكونوا سواسية مع بقية لاعبي الفرق المشتركة في الدورة غرباء على أرض الملعب وجو المدينة.
ونحن حين نتحدث عن دورة الخليج علينا ان نفرق بين الاستعدادات المبذولة لها، إذ هناك نوعان من الاستعدادات.
1- ما يختص بالتنظيم لهذه الدورة، واخراجها بما يليق بها وما تستحق من الجمال والروعة.. وهذا لا يعنينا في الوقت الراهن، إذ الأمر فيه يتعلق بالمسئولين الذين يهمهم ما يشرف سمعة هذا البلد المضياف على الدوام.
2- ما يختص بتكوين الفريق الذي سوف ندخل به منافسين الى جانب كوننا مضيفين - وكرم الضيافة لا يلغي شرف المنافسة - كبلد طرف في المنافسة على بطولة الدورة وهو ما سنلاحقه بالمتابعة والنقد حين تخرج به الاستعدادات الى ميدان التجربة.. حتى نصل معا الى الهدف المنشود.. ولكي لا يطغى اهتمام المسؤولين بالشؤون التنظيمية للدورة على الجانب الآخر من الاستعدادات في اخراج فريق منافس متكامل فإن مساهماتنا في هذا المجال مطلوبة باستمرار وبشيء من الموضوعية والاتزان حتى لا نقف حيال الامور جامدين لا نحرك ساكنا أو نتحرك في كل الاتجاهات دونما ضوابط.. ففي كلا الحالتين بالنسبة لنا كما في الحالتين التي نخشى فيهما على المسؤولين حين يستولي على اهتمامهم الاهتمام بتنظيم الدورة واخراجها.
أمامنا في الموضوع خمس نقاط رئيسية منها نستطيع ان ننطلق ونتحدث إذا نحن بدقة راقبنا التطورات الهامة في هذا الخصوص، وتتبعنا بامعان ما حصل على مدى السنتين الأخيرتين بعد الدورة الأولى.
ندرك تماما ان هناك أيدي تعمل لصالح الفريق السعودي واتجاها تتجه إليه الامور بدقة يلزمنا معها حسن الاستغلال بالانتباه لها وتحويلها كلية لصالح الفريق السعودي.. من هذه الأشياء:
1- واضح أن هناك تفاوتا في درجة الشعور لدى اللاعب السعودية عن الشعور الذي لازمه خلال الدورة السابقة وكنتيجة للحزم الذي وجه به الموقف بعد انتهائها.
2- احساس كامل لدى جميع اللاعبين بضرورة الكسب وتعويض الخسارة.. وكنتيجة لهذا حصل ارتفاع هذا الموسم في مستوى كثير من اللاعبين البارزين والذين كانوا من عناصر الفشل في الدورة السابقة.
3- الاشراف المباشر على المعسكر من قبل سمو الأمير عبدالله الفيصل وهو أمر له نتائجه وله قيمة من جميع النواحي المادية، المعنوية، الفنية والإدارية.
4- وجود مدربين أكفاء فنيا لهم سابق كروي مؤثر والمام تام بمستوى الكرة في المنطقة وادراك صحيح لوضعها الحالي وأوضاعها السابقة.
5- منتخبات بعض دول الخليج على مستواها الفني السابق وتقهقر البعض منها كنتيجة للهبوط المفاجئ في مستوى الأفراد والتفكك الذي أصيبت به أنديتنا.
هذا.. وكل عام وأنتم بخير.
|