كن صديقاً لابنك.. تبث فيه الثقة!!

* لدي ولد (13 سنة) فيه عبث زائد ويرد عليَّ أحياناً يكذب يسرق، حاولتُ إدخاله مدرسة داخلية لكن (والدتي) رفضت ذلك كيف ترى لي وحالتي معه مُتعبة؟
صلاح..م.م.ك. (الرياض)
ج - من خلال الأُطر ومسالك النظر في مطولات كتب الأخبار وتراجم الحياة بتراجم حال أهلها وجدتُ ما يلي:
1- والد قوي مؤمن يعي الواقع جيداً.
2- والد قوي مؤمن حريص على الخير لكنه يجهل الواقع.
3- والد مؤمن وقوي لكنه يحرص على الجاه.
4- والد مؤمن وقوي لكنه معيشي مصلحي.
5- والد قوي مؤمن لكنه مشغول بعزه وجاهه.
6- والد قوي مؤمن لكنه يسير حسب رأي غيره.
7- والد مؤمن قوي لكنه يأمل بصلاح الأمر.
ومن خلال (قرون) خلت عادة لا يسود بعلم ووعي وحنكة إلا من كان ذا فقر وحاجة ومنَّ اللَّهُ عليه بوالد:( قوي مؤمن يعي الواقع)،
وهذا أمر مُدرك جداً من حال كبار العلماء الأخيار الذين ترجم لهم ابن أبي حاتم والمزي وابن حجر والذهبي ومن قبل ابن سعد وابن عدي والكلبي وخليفة بن خياط وموسى بن عقبة والبخاري وسواهم. وقد يسود ابن رجل قوي ذو جاه وعز لكنه من نوع سيادة (الوجاهة) فقط حتى ولو نال أرفع الشهادات، ذلك أن ضابط السيادتين عند أبناء الضعفاء وأبناء ذوي الجاه والعز هو: التجديد بما لم يسبقوا إليه قط،
خذ: العز بن عبدالسلام مثلاً. وخذ بعكسه: المسعودي. فالأول ساد وجدد وخلد ذكره.
والثاني ساد لكنه لم يجدد إنما همه - رحمه الله - مجرد: النقل وتداخل المرويات فضاع أمره،
لقد تبين لي من رسالتك أنك قوي بار لكنك تفقد أريحية فقه تربية النشء، وقد يفسر هذا بالضعف لكن ليس كذلك، أرى أن تدرس بتجرد تام سبب عبثه وكذبه وسرقته لا جرم فهذا كله كان له مقدمات فهو لم يكذب ولم يعبث ولم يسرق إلا بعد مقدمات منها مثلاً:
1- عدم دقة المتابعة الواعية الصالحة.
2- شدتك وكثرة كلامك.
3- تركه يرى ويسمع كل شيء.
4- الخصام بينك وبين والدته.
5- تدليله صغيراً دون ضابط حكيم.
6- كثرة ضربه وتهديه وتعييره.
7- تفضيل - غيره - عليه.
وإنما قصدت من هذا أن كل ما يقوم به إنما سببه (الخوف وعدم الأمن) فيلجأ إذاً إلى حيل سيئة لعله لا يقصدها لكنه ليعبر عن قوته وتحرره وشطارته،
ابنك هذا (جيد جداً) وحسب دراستي لحالته التعليمية هو ما بين (90% إلى 95%) فهو إذاً ممتاز حسب صور الشهادات، فلماذا مثلاً هو كذلك بينما هو عندك يعبث. و.و، لستُ أشك أنك تُحبه لكنك تظلمه إذ لم تدرك ما يجب تجاهه، جرِّب أن تُصاحبه، تدخل عالمه لكن بصدق وود لأنه سوف يكتشف مرادك إن أردت كشفه لمجرد الكشف وحينئذ تسقط من عينه، نعم هو: ذاك، لكن صاحبه بث الثقة في نفسه استخدمه شيئاً فشيئاً بأن يشتري لك:( كتباً) ولا تسأله عن القيمة أبداً،
يشتري لك:( ساعة) بحجة خراب ساعتك القديمة وتصدق في هذا، ويحسن في (البيت) أن تتغافل عن أشياء كثيرة، فالعاقل المجرب يتغافل، جرب ما ذكرت لك هنا واربط المدرسة (بك) وناقش المشرف الطلابي عنه لكن حذار أن تشتكيه إليهم أو تُبين سراً من أسرار البيت،
ولعلك تشجعه بقراء الشباب الذين كان لهم دور عظيم في مسيرة الحياة مثل:
1 - سمرة بن جندب، 2- النعمان بن بشير
3 - معاذ بن جبل، 4 - محمود بن الربيع،
5 - البراء بن مالك، 6 - البراء بن معرور.