* تقتضي أمانة حمل العلم تقديركم على ما تقومون به من حرص وبيان لمن يرغب بحاجة إليكم لا سيما في (مستجدات النوازل) فهذا باب كبير يحتاج إلى علم جليل خاصة صحة الأثر وصدق القياس المكتمل للشروط العقلية والنفسية.
ومسألة (البعد الزمني) مسألة لم يتطرق لها إلا قلة: ثلاثة، أو أربعة، وهناك قلق نفسي لا أدري سببه بأن الحضارة المادية كسبت الرهان في هذا،
فهل: البعد الزمني وارد بما يسكت الكلام عليه ؟
الشيخ أحمد خيرات ولد سالم حمود
موريتانيا
ج - (أقدر لك نشاطك وما تكتبه في (الليموند)، وما يحمله كتابك عن (علم الأجنة).. لقد كان السؤال طويلاً جداً 13 صفحة بجانب 4 صور للأجنة وتخلق الجنين بإذن الله مما أفادني كثيراً وهذه سابقة لك، وكما ذكرت فمستجدات النوازل بابها مهم لكن الله جل وعلا يجعل في كل زمان ومكان العدول من الربانيين الذين يدركون ما لا يدركه غيرهم وهم قلة،
وفي كل حين يحمل العلم عدوله إلى قيام الساعة الذين يدركون النص صحته وضعفه ويدركون القياس حقيقته وآثاره.
وقول فضيلتكم، (وهناك قلق نفسي لا تدري سببه.. إلخ).
فهنا أود بيان أمرين مهمين في بابهما لا بد منهما مقدمة لسبب الفقر العلمي والثقافي في كثير من المجالات.
الأول: حاجة المرء لتأمين حياته.
الثاني: ظهور (الأنا) المختلفة الاتجاهات.
وطغيان الحضارة المادية جاء بسبب الفقر والعوز ذلك أن المرء يحتاج أكثر من أي حاجة إلى حقيقة كمال التوحيد تطبيقاً عملياً وترجمة سلوكية أبداً
لكن ضابط هذا هو: الفهم السالم من كل شبهة وشهوة تدفع الانسان إلى الوعي حقيقة فاعلة.. وإذا أقول هذا فهناك أسباب للفقر العلمي الحاصل اليوم بجانب الفقر الثقافي المخيم على جل الحياة إلا ما شاء الله.
فمن ذلك:
1- كثرة الفتاوى وتداخلها.
2- كثرة المفتين في كل مكان من العالم.
3- استعلاء الاجتهاد الفقير إلى الفهم.
4- الكتابة عن الشرع من كل أحد.
5- الخلط بين الرأي الفكري والاجتهاد العلمي من أهله.
6- حب الظهور.
7- السرد الإنشائي والسطو.
8- الإعجاب بالنفس بزهو: كثرة الكلام،
9- قصور العقل من غير أهل الشرع في طرح المستجدات.
10- الجرأة من كل كاتب ومثقف على الكلام عن الأثر والمستجدات.
11- البلبلة والحسد لعلماء المملكة الموثوقين من قبل متطرف وغال وحاقد ومأجور.
ولذلك كم أود من كافة العلماء ومن يتحرى الحق ويدعو إليه أن يتصل هنا بعلماء المملكة المعروفين فالباب مفتوح والمجال رحب.
وهذا كله لضبط مسيرة الجهد العلمي والاجتهاد العلمي كذلك لا سيما والعلم إذا عاد إلى مصبه ودائرته أفلح العلماء وتآخوا تحت قياده حكيمة سنية بينة،
أما البعد الزمني: فهو مسألة علمية بحتة ظاهرة بينة ليس هناك نكير في حال بيان أمره، والانسان - دعك من الحضارة المادية - إنما يستكشف ويبين قدرة الله تعالى وآياته في الإنسان والكون والحياة بين مكثر ومقل،
فالآلة - والكمبيوتر - والتكنولوجيا - إلخ..
كعلم الأجنة - والظلمات الثلاث - إلخ.. - وعلم طبقات الأرض - والفضاء - إلخ..
.. كل هذه أسرار يطلع الله تعالى من شاء من خلقه عليها سواء كان مسلماً أو كافراً لتقوم الحجة على من تقوم عليه كما جاء في قوله تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}، فالكمبيوتر.. والفاكس.. والانترنت إلخ.. الهاتف بأنواعه، هذا حال من حالات البعد الزمني لكن يبقى الانسان عاجزاً كل العجز لا بعضه أن ينقل (بيضة عصفور) من الرياض مثلاً إلى تونس خلال جزء من الثانية نقلاً حسياً، فكيف بكرسي هائل نقل بجزء ضئيل من جزء من الثانية قال سبحانه:{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} عرش بلقيس من - صنعاء - إلى - فلسطين - في آية حركية إعجازية يكون بين يدي سليمان - صلى الله عليه وسلم - وإذ تقرأ لسورة النمل (...) بتمعن وتأمل ووعي حاضر جيد هناك تدرك حقيقة البعد الزمني.
سرَّك الله شيخنا كما وفقني إلى طرح مثل هذا والمقام لا يتسع لضرب الأمثلة والحسابات الفلكية والزمنية والإعجاز الشرعي في الكتاب والسنّة الصحيحة لكن ما أتيت عليه هنا كاف عن آلاف دلائل الإعجاز في مجال: البعد الزمني).
|