Friday 19th November,200411740العددالجمعة 7 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

العنف ضد المرأة.. قد لا يكون ظاهرة في مجتمعنا ولكنه حقيقة موجودة العنف ضد المرأة.. قد لا يكون ظاهرة في مجتمعنا ولكنه حقيقة موجودة

تعقيباً على ما نشر في هذه الصفحة من مواضيع حول المشاكل الزوجية والطلاق أقول: قد لا يكون العنف الموجه ضد النساء في مجتمعنا موجوداً بالشكل الذي يمكن ان نجعل منه ظاهرة، ولكن الحقيقة التي يجب ألا ننكرها أبداً أن العنف موجود وللأسف في بعض المجتمعات، حيث تعاني بعض النساء من الاضطهاد والقسوة والمعاملة الجافة من قبل الرجال باعتبارها كائنا ضعيفا مسالما لا يستطيع مواجهة العنف بالمثل أو الرد عليه، فتتطور هذه المعاملات إلى الأسوأ في السلوك مما ينجم عنها مشاكل عديدة قد تنتهي إلى استخدام أساليب أكثر بدائية في التعامل مع الموقف، وإذا كانت هناك عدد من النساء قد استطاعت بوقوف الأهل معها ومناصرتها سلب حقوقها من الرجل فان هناك نسبة كبيرة منهن لا تزال تعاني الكثير وتحاول ان تسكت خوفاً على نفسها من الطلاق وما سينجم عنه من تشتت لكيان الأسرة وضياع الأبناء وكذلك الخوف من التعرض لكلام الناس، فالمجتمع في بعض الأحيان قد لا يرحم من تحمل معها كلمة (مطلقة) إلى الأبد، وقد تخفي عن الأسرة ما يحدث لها داخل المنزل لعدم وقوف الأهل معها خوفاً ان يشجعها ذلك على التطاول على الرجل، الأمر الذي يشجع بعض الأزواج على التمادي في تصرفاتهم الطائشة وتجاوز العديد من الخطوط الحمراء، ولا ننسى أيضا معرفة الزوجة بظروف وفقر والديها وعدم استطاعتهم احتضانها مرة أخرى والصرف عليها وعلى أبنائهم في حال وصولها إليهم مطرودة من قبل الزوج وهذا قد يجعلها تحاول جاهدة الصبر والكتمان حتى يستطيع المركب ان يسير وحتى لا يتأثر الأبناء من حولها بجو المشاكل والاضطرابات التي قد تضر بمسيرتهم الدراسية وتخلق منهم أفراداً يحملون تراكمات من العقد والأمراض النفسية ولا ننسى أيضا التدخلات والمضايقات التي قد تحدث من أهل الزوج سواء من الحماة أو الشقيقات والأشقاء الذين قد يكون لهم دور كبير في قرارات الزوج والتي ربما تصل إلى حد التفريق بينهما.
وهذا العنف قد يأخذ الكثير من الصور والأشكال التي نستطيع ان نذكر منها:
1 - العنف الجسدي: والذي يتمثل فيما تتعرض له المرأة في بعض الأحيان من ضرب متكرر قد يتحول مع الأيام إلى ضرب مبرح وأليم وقد يصل إلى إحداث العاهات الجسدية الواضحة فيها، وما ينتج عنه أيضا من حالات نفسية كالخوف والقلق والاكتئاب.
2 - العنف النفسي: وذلك كحرمانها من حقوقها وواجباتها الشرعية بسبب انشغال الزوج في عمله وسهراته وسفره المتواصل أو حتى تجاهله لها في داخل المنزل والتعدي عليها بالألفاظ القبيحة وعدم احترامها أمام الغير وتعريضها للضغوط التي قد تولد فيها كره الزوج شيئاً فشيئاً.
3 - العنف المادي: وهو مضايقة الزوجة العاملة في راتبها الذي هو حق مشروع لها، حيث يقوم البعض من الآباء سامحهم الله برفض تزويج بناتهم الموظفات بغرض الاستفادة من رواتبهن مما يدخلها في باب العنوسة المبكرة ويحرمها من تكوين الأسرة والأبناء، وقد تحدث بينها وبين زوجها الكثير من المشاكل المفتعلة بسبب هذا الراتب الذي ينقلب عليها من نعمة عظيمة إلى نقمة تتمنى هي لو لم تحل بها.

محمد بن راكد العنزي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved