تعقيبا على ما تنشره الجزيرة من أخبار تتعلق بالسياحة والتراث أقول : أولت حكومتنا الرشيدة اهتماما بالغا بالسياحة في مملكتنا الغالية ، وأنفقت مئات الملايين من الريالات حتى أصبحت تضاهي العديد من الدول في هذا المجال ، وبما أن المباني التراثية تعتبر من المعالم السياحية ، فلقد حظيت بعناية كبيرة وجهود جبارة من الهيئة العليا للسياحة للمحافظة عليها ، فهي تراث الأجداد والآباء وهي تاريخ الماضي وأصالته العريقة ، في ظل الجهود والمتابعة الدائمة من الأمين العام للهيئة العليا للسياحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.
فهناك خطط استراتيجية ودراسات بحثية تعنى بالمباني التراثية على مدى سنوات طويلة ، للحفاظ على هذه المباني وتطويرها لتكون من معالم السياحة في مملكتنا الحبيبة ، فجهود الهيئة بارزة على السطح والجميع على أمل أن لا يصطدم مركب الهيئة العليا للسياحة - قسم المباني التراثية - بصخرة قد تخفي أحد المعالم التراثية ، فبعض البلديات قد تجاهلت قيمة المباني التراثية والتاريخية دون أن تراعي قيمة الماضي العريقة .. فبلدية حوطة بني تميم قامت مؤخرا بهدم أحد المساجد التراثية في قلب المحافظة ، فلقد كان للأجداد والآباء موقف وحدث تاريخي لهذا المسجد ، حيث صلى به جلالة الملك سعود - رحمه الله - وبايعه أهالي منطقة الحلة بالمحافظة بعد توليه الحكم في هذا المسجد في عام 1374هـ ، ثم إنه من المفترض ان تكون جهود البلدية متكاتفة مع جهود الهيئة العليا للسياحة للحفاظ عليه بترميمه أو اعادة بنائه ، وإذا لم تكن البلدية الجهة المعنية بذلك فلماذا لم تغض الطرف عنه ؟ حيث لا يوجد مبرر لهدمه فهو لا يشكل خطرا على الأطفال والمارة ، ولم يتقدم أهالي الحي بطلب للبلدية حتى يتم هدمه ، ولماذا لم يبرز دور البلدية بهدم المنازل الطينية والتي لا تزال تشكل خطرا قائما في أنحاء مختلفة من المحافظة ، وطلبات المتضررين منها أثقلت سجلات البلدية منذ أعوام وأصبحت حديث الأمس واليوم في ظل تجاهل البلدية لها وكأن الأمر لا يعنيها ؟ ثم كيف تجاهلت البلدية التعاميم والقرارات التي تمنع هدم المنازل والمساجد الطينية دون مخاطبة الهيئة العليا للسياحة حتى يتسنى لها الوقوف عليها واثبات كونها من المباني التراثية والتاريخية من عدمها ؟ ثم أين يكمن دور المواطن في الحفاظ على المباني التراثية إذا أصبحت البلدية هي التي تعمل على هدمها ؟
آمل من الهيئة العليا للسياحة التدخل في وضع هذا المسجد التراثي ومطالبة البلدية بإعادة بنائه على الطراز المعماري القديم.
خالد بن عبد الله المضحي/محافظة حوطة بني تميم |