تعقيباً على ما كتبه بعض الإخوة في صفحة عزيزتي الجزيرة عن الألعاب النارية أقول يأتي إلينا العيد ونشعر معه بصور جميلة، فهؤلاء جمعاً من الأطفال انتشروا عبر الطرقات والشوارع وفي الميادين العامة يحملون في جيوبهم وبين أيديهم تلك المفرقعات والألعاب النارية فرحين بما أتاهم مسرورين بإشعالها سعداء بإطلاقها.
سألت طفلاً ذات مرة ألا تخشى على نفسك من هذه المفرقعات شديدة الخطورة فقال: (ابتسم في العيد فأنت هنا).. نعم نحن هنا ولسنا في مناطق التوتر ولكننا مع هذه المفرقعات أشبه ما نكون في مناطق التوتر فنحن في كل لحظة نسمع دوي المفرقعات، ونسأل الله العافية والسلامة لأطفالنا الذين يحملون بين أيديهم الخطر الداهم يتجاذبهم ليل نهار وآباء لا يقيمون وزناً لخطورة هذه المفرقعات أو المصروفات المالية التي تصرف، بينما عائلات تحتاج إلى أساسيات الحياة فلا تجدها بل تتمنى لباس العيد فلا تستطيع الحصول عليه، ومع ذلك تهدر الأموال في هذه المفرقعات.
وفي صورة أخرى ناقشت أحد الآباء عن السر الذي جعله يشتري لأبنائه كميات من المفرقعات، فقال اشتريت بسبعمائة ريال كمية وسلمتها لأبنائي وأنا غير مقتنع وسبب ذلك ان أبنائي يشاهدون نظراءهم من الأقارب والجيران يحملون نفس الكمية فهذا ابن العم وهذا ابن الخال وهؤلاء أبناء أخوه وهؤلاء أقارب وجيران جميعهم معهم هذه المفرقعات وإذا منعتهم أنا فسوف يقوم الأخ والقريب والعم بشرائها وتوزيعها عليهم وأسقط في نظر أبنائي بعد أن يتحقق لهم ذلك من غيري.
وفي ميادين الاحتفالات تظهر المفرقعات بشكلها الرسمي حيث تنطلق الألعاب النارية لتشجع الشباب والصغار وتعطي موافقة ضمنية من الجهات المنظمة للاحتفالات بأن هذه المفرقعات شيء مقبول وسلوك رائع بينما هي الخطر المحدق بين أطفالنا، واسألوا عن تلك المستشفيات كم استقبلت من طفل أصيب بعينه من هذه المفرقعات.. اسألوا الدفاع المدني كم أطفأ من الحرائق الناتجة عن هذه المفرقعات.
إن الأطفال لا يعبأون بخطورتها فهم يشعلونها ويقذفون بها على المارة في عبث صبياني ويضحك معهم الكبار والعقلاء ويشجعونهم عليها.. ولن تهدأ حال المفرقعات ما لم يكن هناك تعاون بين الجميع بدءاً بمنعها ومنع تداولها في الأسواق، فكم شاهدنا في أسواقنا من يبيعها علنا دون رادع أو وازع مروراً بأجهزة التوعية تلفازاً ووسائل إعلام وخطباء الجوامع وتعاوناً من الآباء بعدم شرائها فإذا توقف الشراء عرف الباعة انه لا حاجة لبيعها وما دام شراؤها محموماً فسوف يكون البيع أشد وطأة والله الموفق.
سليمان بن علي النهابي/ص ب 631 |