ابن الوطن
تب إلى الله
أحمد الخضير ( * )

يظن كثير من الناس أن التوبة لا تكون إلا للمسرفين على أنفسهم بالعصيان، أما المحافظ على الفرائض المتجنب للنواهي فلا يحتاج - في ظنهم - إلى توبة، وهذا نابع من جهل أو غرور، إذ التوبة مطلوبة من العبد ولو كان أعبد الناس وأزهدهم بل وأتقاهم وأورعهم، وكلما كان العبد أعلم بربه كان أكثر توبة وإنابة واستغفاراً، فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه وأتقاهم له، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك هو أكثر الناس توبة.. يقول صلى الله عليه وسلم (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).
إننا كثيراً ما ننسى موضوع التوبة ومحاسبة النفس ذلك لطول الأمل في هذه الحياة الدنيا، وإلا فان أهل الأمراض والمصائب إذا نزلت بهم فانهم يسارعون إلى تذكر التوبة والعودة إلى الله عز وجل، فحذار أخي المبارك ان ينسينا طول الأمل واللهث خلف زيف الدنيا وبهرجها ان نتوب، وإلا فان الندامة هي المصير.
يقول يحيى بن معاذ: (الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل، وعلامة التائب إسبال الدمعة، وحب الخلوة، والمحاسبة للنفس عند كل همه).
لو تأملنا أعمالنا وأقوالنا تجاه الخالق جل جلاله، وتجاه المخلوقين لوجدنا أننا نحتاج إلى أن تكون التوبة الصادقة والالتزام الجاد هو الطريق الحصائب الذي لا ملاذ لمن رام النجاة من سلوكه.