Friday 19th November,200411740العددالجمعة 7 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة لـ« الجزيرة »: رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة لـ« الجزيرة »:
الهجوم على جمعيات التحفيظ يستهدف الفئة الفاعلة والرشيدة في المجتمع

* جدة - خاص ب(الجزيرة):
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة صورة مشرقة ونموذج رائع للجمعيات القرآنية من حيث حجم مخرجاتها من حفظه كتاب الله العزيز كل عام من البنين والبنات، وآليات العمل بها والقائمة على أسس علمية وتربوية متميزة، كذلك قدرتها على توظيف تقنية المعلومات والاتصالات في توسيع دائرة نشاطها.. والقيام بدور اجتماعي فاعل في نطاق مجتمعها.. وغيرها من النجاحات التي يصدق معها القول (أن جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة غير).
وفي الحوار التالي يحدثنا م. عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية عن آليات العمل الناجحة في جمعيات التحفيظ، والحملات التي يشنها أعداء الإسلام ضد هذه الجمعيات وكيفية مواجهتها، ومسؤولية الأسرة والمجتمع في دعم مناشط جمعيات التحفيظ.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* تتنوع وسائل تحفيظ القرآن الكريم، وتختلف باختلاف المعلم في حلقات ومدارس التحفيظ، وتتفاوت تبعاً لذلك النتائج من حلقة إلى أخرى، من خلال تجربتكم الناجحة، هل ثمة آلية أو رؤية منهجية مثلى يمكن تعميمها للحصول على أفضل النتائج كماً وكيفياً، وما الصفات التي يجب توافرها في معلم القرآن الكريم الناجح؟
- الهدف التي تسعى إليه جميع جمعيات القرآن الكريم في جانبها التعليمي هو رفع مستوى الحلقات وتحسين وسائل التدريس بها وتطوير مهارات المعلم لتحقيق الفائدة المرجوة. ويقبل الطلاب على الالتحاق بالجمعيات ويستشعرون ما تحقق لهم منها وهذا الأمر له جانبان، الأول يتعلق بما تقدمه الجمعيات لحلقاتها وكوادرها من المعلمين كالمناهج والإرشادات التوضيحية ووسائل التعليم وتنمية مهارات المعلمين بالدورات والندوات والتقييم المتواصل ومتابعة الطلاب ودراسة أسباب تسربهم من الحلقات. وهذا الجانب تقوم به الجمعيات على أكمل وجه. أما الجانب الثاني فيعتمد على المعلم ذاته فهناك فوارق فردية بين المعلمين في التفكير والقدرات وأساليب إدارة الحلقات ومن هنا يأتي التفاوت بين النتائج لان للمعلم دوره المهم وشخصيته التي تؤثر على الطلاب سلباً وإيجاباً وهنا يأتي دور الجمعية في تقويم المعلمين وتحفيزهم والتركيز على العوامل التي تساعدهم في ضبط الحلقات. أما صفات المعلم الناجح فهي الصدق وسلامة العقيدة وقوة الشخصية وحسن المظهر والقدرة على نطق الحروف من مخارجها الصحيحة.
* يتخوف كثير من الآباء والأمهات من تعارض دراسة أبنائهم بالمدارس والجامعات.. من خلال تجربتكم، كيف يمكن تلافي حدوث هذا التعارض إن كان موجوداً، وهل ثمة علاقة بين حفظ القرآن الكريم والتفوق العلمي.. وما هي ملامح العلاقة؟
- خوف أولياء الأمور في هذا الجانب لا مبرر له فهو مبني على مجرد الوهم وليس مستنداً على دليل واقعي أو تجربة مؤكدة. ولو أمعنا النظر في الموضوع لوجدنا أن الخوف المفترض وجوده هو من عدم انتظام الطلاب في حلقات القرآن الكريم لأن وقت الطالب والطالبة في اليوم والليلة يزيد بكثير عن الوقت المطلوب للمذاكرة والنوم والقيام بالواجبات العائلية والأسرية وذلك الفراغ لا بد من قضائه بوسيلة أو أخرى خاصة الأبناء وهي لا تخرج في غالبها عن أمرين إما مع الأصدقاء في الطرقات والشوارع وإيذاء المارة والشوارع مدرسة الشيطان لأنها تقود إلى سلوكيات وسلبيات كثيرة تمحو ما تعلمه في البيت والمدرسة من أخلاق وفضائل. وإما قضاء الوقت أمام الفضائيات التي لا تختلف عن أصدقاء السوء بكونها مصدراً للسلبيات وسوء التربية من حيث النتيجة إلا أنها تقدم مضامينها في أشكال مؤثرة وقوالب قوية والكثير من الأسر لا يعيروها أي اهتمام على أساس أنها تحفظ أبناءهم من صداقات السوء بينما أثرها يتغلغل فكراً وسلوكاً لكونها تتخذ وسائل ومناهج وآليات مدروسة في تمرير مضمونها الذي يصطدم كثيراً مع الأخلاق والمثل التي حض عليها ديننا. ويجب أن نضع في اعتبارنا أن حلقات القرآن الكريم لم تنشأ لتكون بديلاً آمناً لقضاء أوقات الفراغ فحسب بقدر ما هي عنصر للتربية والتوجيه يتكامل دورها مع الدور التربوي لمؤسسات التعليم العام في زرع الأخلاق وتقويم السلوك وتقوية الرابطة بين العلم والدين، فالإسلام دين علم وعمل واجتهاد، والمسلمون الذين يفهمون حقيقة الدين ودرجة العلم فيه يدركون معنى ذلك علماً ومعرفة وبحثاً عن (ضالة المؤمن). إذن فالطالب الملتحق بحلقات تحفيظ القرآن يتم تنشئته على حب العلم والإقبال عليه واحترام الوالدين والمعلمين. ومن خلال التجربة لوحظ أن طلاب جمعيات القرآن الكريم يتميزون عن أقرانهم بالتفوق ووضوح التوجه ورسم الغايات وهي مبادئ تسهم كثيراً في رفع المستوى الدراسي للطلاب.
* تتعرض الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من آن لآخر لحملات يشنها أعداء الإسلام بدعوى أنها تكرس الغلو والتطرف الديني، وتهدف هذه الحملات إلى تعطيل دور الجمعيات في خدمة القرآن الكريم وإشاعة حفظه، وتشكيك أبناء الأمة في خيرية هذه الجمعيات وسمو أهدافها، فكيف يمكن الرد على هذه الحملات وبيان كذبها وتدليسها، وما هي مسؤولية القائمين على هذه الجمعيات والحلقات في ذلك؟
- هذه الحملات التي علا صداها أخيراً مستفيدة من الأحداث الحالية التي يمر بها العالم وخاصة المنطقة العربية تهدف لتخفيف منابع التدين ومهاجمة الفئة الوسط من المسلمين الملتزمين بأمور دينهم المحافظين على الشعائر الحافظين لكتاب الله لأنهم الفئة الوحيدة التي لا تتأثر بالحملات الإعلامية والفكرية العقائدية التي تبث سمومها الفضائيات والتي لوثت الهواء من حولنا والمجتمع في الدول العربية والإسلامية يتكون من عدة فئات، فهناك فئة الشباب المنغمس في اللذات وأدوات اللهو والمجون وهؤلاء يمكن احتواؤهم من قبل الغرب من خلال القنوات الفضائية والبرامج والأفكار، أما الفئة المحدودة القليلة والتي لا ترقى لتكون فئة بل هم مجموعة ممن رضوا بالتطرف والغلو منهجاً للتعامل مع الآخرين وخرجوا عن طاعة ولاة الأمر فهم يحملون بذرة فنائهم بتصرفاتهم الهوجاء. إذن ماذا بقي أمام أعداء الإسلام، بقيت فئة واحدة تمثل الغالبية العظمى من شباب المسلمين وهم الفئة الوسط المحافظون على دينهم والذين ليس عليهم أي مأخذ يمكن تناولهم من خلاله وفي الوقت نفسه يصعب التأثير عليهم عقدياً وفكرياً فهؤلاء هم المستهدفون من هذه الحملات الجائرة التي تهدف للحيلولة بينهم وبين التفقه في الدين والالتحاق بحلق القرآن الكريم وتدارسه واتخاذه حصناً حصيناً ضد ثقافة الغرب وحضارته لأن الدين الإسلامي لا يمنع من قبول علوم الغرب ومبتكراته لكنه يحرم ثقافته وعاداته المخالفة للدين الإسلامي وهذا هو المفصل المهم الذين يسعون لتحطيمه بأفكار وجهود وضغوط خارجية تساندها للأسف أقلام وأصوات محلية. والمسؤولية في مواجهة هذه الحملات قائمة علينا جميعاً لنركز على بيان زيف دعاويها فمن الجور تعميم الأحكام على الجميع بجريرة فئة متطرفة وأن نركز في مؤسساتنا التعليمية والجمعيات الخيرية على الالتزام بمبادئ الإسلام الصحيحة ونوضح للناشئة الصورة كما هي ليكونوا على دراية بما يراد بالأمة الإسلامية وأن نوضح لهم أنه لا إكراه في الدين وأن دعوة الآخرين للإسلام تكون بالتي هي أحسن حتى لا تؤخذ تصرفاتهم للتدليل بها على التعصب لدى المسلمين وأن يكون من شبابنا وطلابنا نماذج متميزة تظهر للمجتمع زيف ما يردد عن تنشئة الجمعيات للمتعصبين والمتشددين وأن هؤلاء الخريجون هم خيرة الشباب محبون للحياة وللعلم ولمجتمعهم وأن هدفهم خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم والاندماج في المجتمع.
* استطاعت تقنيات الاتصال الحديثة، وعلى رأسها الإنترنت استقطاب أعداد متزايدة من الناشئة والشباب، فكيف يمكن لجمعيات وحلقات تحفيظ القرآن الاستفادة من هذه التقنيات لحث الناشئة والشباب على الانتظام في الحفظ وهل تتوافر لدى الجمعيات الإمكانات المادية والفنية القادرة على تحقيق هذا الهدف، وهل يتطلب هذا خطة للإرتقاء بمستوى العاملين والمعلمين بهذه الجمعيات؟
- الإنترنت من الوسائل الحديثة التي ما زالت طرق الاستفادة منها في بداياتها ورغم أن ملامحها توضح فاعلية تأثيرها وانتشارها الواسع وسرعة انتقال المعلومات إلا أن برامج الاستفادة لا زالت في بدايتها. وإذا رغبت الجمعيات أن تنجح لا بد أن تخاطب المجتمع وخاصة الشباب بلغته لغة العصر وجمعية جدة واكبت هذا التطور فتم بحمد الله تدشين موقع لها على الإنترنت ليكون منطلقاً للإبحار في هذا البحر الواسع والعالم الكبير ومجالات استفادة الجمعية من الإنترنت متعددة منها استخدام الشبكة كوسيلة تعريف عن الجمعية وأهدافها وبرامجها وعرض منجزاتها على الزوار، وتنفيذ بعض البرامج النافعة مثل مراجعة القرآن الكريم وتدارسه بين زوار الموقع وأحد المقرئين الموجودين لتعليمهم القرآن الكريم، كذلك نقل المناسبات والدورات والفعاليات التي تقيمها الجمعية على الهواء عبر الشبكة ليستفيد منها من يرغب وممن له اهتمام بمتابعة علوم القرآن الكريم. وكما اسلفت فإن الوقت لا يزال مبكراً لحصر طرق التعامل مع الإنترنت وجوانب استغلاله والوقت كفيل بتحديد الملامح العاملة للجوانب التي يمكن طرقها إليكترونياً لخدمة القرآن الكريم. وبالنسبة للإمكانات المادية والبشرية والفنية فهي ستكون مرحلية لقياس مدى الاستفادة، وتدريجياً يمكن تأهيل مجموعة ممن يخصصون لهذا الجانب وإن كنت اعتقد أن الجمعيات في المستقبل القريب ستخصص أقساماً في إداراتها للتعامل مع الجمهور الواسع الشغوف بالمعرفة والمتطلع للاستفسارات والاشتراك في البرامج المتاحة. ورغم أن الناحية المادية تعتبر عائقاً أمام ذلك ولكن يمكن التغلب عليها بتسويق الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الجمعيات لدى الموسرين ورجال الأعمال لتغطية تكاليفها وهي كما قلت مسألة تدريجية سوف تتسع شيئاً فشيئاً.
* خريجو الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة يتجاوز عددهم آلاف الحفظة من الذكور والإناث، فإلى أي مدى يمكن الاستفادة من هذا العدد الكبير في التصدي لبعض السلوكيات الاجتماعية الخاطئة والانحرافات، مثل المخدرات، والمعاكسات، وغيرها.. وهل ثمة دور اجتماعي وتوجيهي يمكن أن يتم عبر جمعيات وحلقات التحفيظ في علاج بعض القضايا الاجتماعية؟
- زيادة عدد الخريجين من الذكور والإناث من حفظة كتاب الله الكريم يعتبر مؤشراً ايجابياً ويصب في خدمة المجتمع وزيادة الوعي الديني لدى الناس لأن هؤلاء الحفظة منتشرون في كل فئات المجتمع ومؤسساته التعليمية والاجتماعية فمنهم المعلم وخطيب الجامع ومنهم الأم والأب والأصدقاء والموظفون وهؤلاء تشبعوا بكتاب الله الكريم خلقاً وعلماً وفهماً ونعول عليهم كثيراً في الدعوة بالرفق واللين والقدوة الحسنة وتوعية من يحيطون بهم للابتعاد عن السلوكيات والعادات السيئة فضلاً عن الانحرافات، والجمعيات لا تدخر وسعاً في تلمس احتياجات المجتمع فنحن مثلاً نركز على الفئات التي هي في أمس الحاجة للتوعية وتقويم السلوك مثل نزلاء السجون والإصلاحات، ودور الملاحظة، ونزلاء مستشفى الأمل، ونجد كل تعاون وتشجيع من ولاة الأمر - حفظهم الله- وكذلك من القائمين على تلك الدوائر التأديبية وعلاج تلك القضايا والانحرافات تتحمله مؤسسات عديدة في المجتمع منها جمعيات القرآن الكريم ولذلك نركز على دور الحافظ القدوة في زرع الفضائل وحب المجتمع في قلوب الآخرين على أسس سليمة ليكونوا دعاة للخير وسواعد تخدم الدين والوطن وتؤدي دورها في نماء البلد روحياً وفكرياً.
* أخيراً نؤد أن نعرف عدد الملتحقين بالجمعية الخيرية للتحفيظ بجدة من الذكور والإناث؟
- عدد طلاب الجمعية (21.642) وعدد الطالبات (15.898) طالبة يدرس الطلاب في (1.229) حلقة في حين تدرس البنات في 84 مدرسة تابعة للجمعية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved