Friday 19th November,200411740العددالجمعة 7 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
لفراقك محزونون
محمد بن سرّار اليامي

دار الدهر دورته، ومضت الأيام تلو الأيام، وإذا بشهرنا تغيض أنواره وتبلى أستاره ويأفل نجمه بعد أن سطع، ويُظلم ليله بعد أن لمع، ويُخيم السكون على الكون بعدما كان الوجود كل الوجود يستعد ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم..
أنا لا أدري وأنا أرقم هذه الجمل.. أأهنئكم أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران، إن القلبَ ليحزن، وإن العينَ لتدمع.. وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون...
إن قلبي ليُمْلي على بناني عبارات الأسى واللوعة، فتكتب البنانُ بمداد المدامع لحن الخلود، وتأبى الكلمات أن تستلقي على صفحات دفاتري.. إلا حينما أعظها بواحدة أن للشمل التمامٌ وافتراق..


سُتر السنا وتحجبت شمس الضحى
وتغيبت بعد الشروق

انقضى رمضان.. ويا وَلْهِي عليه فجرت المدامع وجادت الألسن


ياراحلاً وجميل الصبر يتبعهُ
هل من سبيل إلى لقياك يتفقُ
ما أنصفتك دموعي وهي داميةٌ
ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ

نعم.. انقضى رمضان.. ولكن.. ماذا بعده؟!
إن عمل المؤمن لا ينقضي أبداً فيا من أَلِفَ الحق.. تمسكْ به هُديت..، واستمر عليه.. نعم.. اجعل رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور وترك الذنوب والمعاصي.. عَلَّ الله جل وعز أن يغفر لك بما قدمت..، وإياك ثم إياك أن تكون من عُباد رمضان. وتذكر أن من علامات قبول العمل الاستمرار عليه.. فاحكم أنت على صيامك.. هل هو مقبولٌ أم مردود.
وإليك أخي القارئ خواطر صائم في لحظات الوداع:
* إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تنسى..، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى.. حُرقة الوداع تُلهب الأحشاء..، ودموعُه تحرق الوجنات بحرارة العبرات..


لم يُبكني إلا حديث فراقكم
لما أسرّ به إلىَّ مودِّعي
هو ذلك الدرُّ أودعتمُ
في مسمعي أجريتهُ من مدمعي

* فيا من صام لسانهُ في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب وأصل مسيرتك..، وجُدَّ في الطلب.. ويا من صامت عينهُ في رمضان عن النظر المحرّم.. غُض طرفك ما بقيت.. يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت..
* ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول، وما يُستقذر.. من سماع غيبة..، أو نميمة..، أو غناء..، أو لهو.. اتق الله..، ولا تعد..، اتق الله، ولا تعد..
* ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام..، وعن أكل الحرام..
اتق الله في صيامك..، ولا تذهب أجرك بذنبك..، وإياك ثم إياك من أكل الربا.. فإن آكله محارِب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم..
فهل تطيق ذلك؟!


يا لائمي في البكا زدني به كلفاً
واسمع غريب أحاديث وأشعار
ما كان أسننا والشمل مجتمع
منا المصلي ومنا القانت القاري
وفي التراويح للراحات جامعةٌ
فيها المصابيح تزهو مثل أزهار


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved