* استطلاع: ماجد بن عبدالله الزعاقي(*) :
تحظى القدوة الصالحة في المجتمع المسلم بالتقدير الكبير لا سيما ودورها الهام في تحديد المسار الذي يرضي الله سبحانه وتعالى للفرد.
وترتبط القدوة الحسنة بالتربية الحسنة بشكل أساسي إذ يعول عليها كثيراً بعد الله في حسن التوجه واتقان التوجيه والبعد عن التساهل في الدين من جانب والغلو والتطرف من جانب آخر.
وإننا في الوقت الحاضر لنلمس ثمار فقدان القدوة على كثير من الناشئة بادية للعيان فمن متسكع في الطرقات دون حاجة إلى معتدي آثم على أعراض المسلمين، إلى متطبع بطبع غير المسلمين، إلى شاب يتوقع للحرام، إلى...، إلى...وصور فقدان القدوة كثيرة أن تعد أو تحصى فهي مؤشرات خطيرة لمدى سلامة المجتمع من الآفات المهلكة التي تؤذن ببذر بذور المنكرات وجني سخط الجبار وتبعة ذلك تعود على المجتمع برمته.
وفي تحقيقنا هذا نتناول مسألة فقدان القدوة وهي من الخطورة بمكان فلنترككم مع التحقيق.
****
التعريف
بداية يعرف القدوة الدكتور مفرح بن سليمان القوسي وكيل قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيقول: القدوة الحسنة هي: الصورة المثالية الواقعية للسلوك الخلقي الأمثل. وهذه القدوة تعتبر من أنجع الوسائل المؤثرة في إعداد الإنسان خلقياً، فهي من أهم العوامل في إصلاحه، فإذا كان القدوة صادقاً أميناً خلوقاً نشأ من حوله على الصدق والأمانة والخلق الفاضل ذلك أن الإنسان مهما كان استعداده للخير عظيماً، ومهما كانت فطرته نقية سليمة فإنه - في الغالب - لا يستجيب لمبادئ الخير وأصول التربية الفاضلة ما لم ير القدوة له في ذروة الأخلاق الفاضلة، إذ من السهل على المربي أن يلقن من تحت يده منهجاً من مناهج التربية ولكن من الصعوبة بمكان أن يستجيب من تحت يده لهذا المنهج حين يرى من يشرف على تربية ويقوم على توجيهية غير مطبق لهذا المنهج.
ولذا قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي الأسقام وذي الضنا
كيما يصح به وأنت سقيم
ونراك تصلح بالرشد عقولنا
أبدا وأنت من الرشاد عديم
لا تنه عن خلق وتأني مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
أبدأ بنفسك فانها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم |
وخلص فضيلته إلى أن المراد بالقدوة، أن يكون المربي أو الداعي مثالاً يحتذى به أقواله وأفعاله وسائر تصرفاته، ولقد جعل الله المؤمنين أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه في ثباتهم على التوحيد ورفضهم أي تنازل مع قومهم المشركين مهما كان الخطر الذي يهددهم فقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} (4) سورة الممتحنة، ثم جعل سبحانه محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة والمثل الذي يجب على المؤمنين الاحتذاء به في جميع أوجه نشاطهم فقال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب، ومن سنة الله ورحمته بعباده أن وجد جماعة من المسلمين في كل عصر يمسكون في أيديهم القياد ويسعون جاهدين إلى تخليص المجتمع من ظاهرة الفساد وتوجيهه إلى سبل الحق والرشاد. يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون) وهذه الجماعة المسلمة التي تمثل القدوة الحسنة لها أهميتها البالغة في إيجاد المجتمع المسلم الصالح المؤمن بربه والسوي في سلوكه وفقدان هذه القدوة له خطورته الكبيرة على حياة المسلم إذ يفقدانها بفقد المجتمع المسلم عامل أساس من عوامل صلاحه ويترتب على ذلك انحراف المجتمع وفساده وسوء أخلاقه فتسود الرذائل وتغيب الفضائل ويعلو صوت الباطل والضلال ويخبو صوت الحق والإيمان ويعطل شرع الله وبالتالي لن تتحقق الغاية من الخلق الإنسان وهي تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى والتمكين لشريعته وحكمه في الأرض ويوشك الله - حينئذ - أن يعم هذا المجتمع بعقاب من عنده كما حصل للأقوام السابقين لما عطلوا شرع الله وخالفوا أمره.
أسباب التأثير
وأرجع الدكتور القوسي سر تأثير القدوة الحسنة في اكتساب الفضائل والبعد عن الرذائل إلى أسباب عدة منها:
1- أن القدوة الحسنة تحتل في المجتمع مرتبة من المجد لا يحظى بها غيره وهذه المرتبة محفوظة بالتقدير الكبير من الناس وبالثناء والإطراء والإعجاب وكل هذا يولد في الفرد المحروم من أسباب هذه المجد حوافز قوية تحفزه إلى تقليد القدوة الحسنة ومحاكاتها في أخلاقها وسلوكها وعن طريق التقليد في الفضائل تكتسب الفضائل لأن الممارسة من خلال التقليد تتحول إلى عادة متمكنة في النفس وهذه تتحول إلى خلق مكتسب.
2- أن القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل الخلقية تعطي الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة التي هي في مقدار الإنسان.
مظاهرفقدان القدوة
أما الدكتور محمد بن عبدالعزيز أبا نمي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام قسم التربية فيحدثنا عن مظاهر فقدان القدوة عند المسلم فيقول: لما كانت القدوة بأركانها منهجاً نبوياً كريماً كما عبر بذلك البارئ جل وعلا في قوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} فكان لذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم ترجمة بشرية لحقائق القرآن الكريم وآدابه وتشريعاته كما كانت إجابة أم المؤمنين رضي الله عنها حينما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن). كما قال الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام: وإنما كان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن، لأنه حكّم الوحي على نفسه حتى صار في علمه وعمله على وفقه، فكان للوحي موافقاً قائلاً مذعناً ملبياً عند حكمه. ووجود القدوة في البشرية إنارة لفكرها وبيان لسبيل الحق فيها؛ ولم تخمد جذوة تلك المنارة حينا إلا ويوقد فتيلها بدعوة حق ونهج نبوة أو رسالة أو اقتفاء بهما من علماء ربانيين ودعاة مصلحين، ولن تتوقف السبل السامقة للقدوة ما دام في الأمة جهد طاقة أو في زمنها بقية عمر أو في رجالها أعلام هدى.. ذاك أن القدوة للأمة حتى في أزمانها المتأخرة لا يعدم في كونه تأسياً لواقع يمثله مرب صالح وعالم ناصح ويحقق بسلوك رشيد وعلم عتيد. أبعد هذا يمكن أن يقال إن الأمة فقدت أو كادت أن تفقد صبغة القدوة من حياتها فتسكن ريحها الطيبة ويخفت نورها البهي وتغرب شمس حقيقتها وتصبح حال القدوة في نفوس أفرادها كحال الراقم على الماء!!.
وقال فضيلة الدكتور أبا نمي إن المتأمل في واقع اليوم يلحظ بعد الناس عن تنزيل الشريعة وجعلها حجة حاكمة عليهم؛ فأخذت الأهواء تطرح بين جنبات الشهوة أو الشبهة وتخوض في حماها؛ فتجعل من خضراء الدنيا زينة ومن نصابي الطلب من أجلها عمادها أسوة فذكرنا ذلك بقصة قارون وموقف الاغترار به ممن عميت قلوبهم قبل أبصارهم عن الحق والهدى فكانت أسوتهم أساً وقدوتهم حجة حاكمة عليهم وعليه فقال الله تعالى في ذلك: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} بينما استلهم قوم نور الحقيقة فعلموا أن القدوة ليست في الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة فقال سبحانه في ذلك: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} فوصفهم سبحانه بالعلم وهو ثمرة الحكمة وميراث النبوة.
وأضاف فضيلته أن أعلام الهدى من علمائنا هم القدوة في هذا الزمان الذين يجب التأسي بهم، والحذو وفق نهجهم، والجري على طريقهم، ومحاكاتهم في عملهم، والاستجابة لتوجيهاتهم، وتوسيع النفع بآثارهم لتسمو الأمة من حضيض الجهل إلى أوج الهدى والنور والعلم، ولا يكون ذلك إلا بنشر عقدهم الطيب في ساحات الاتصال والإعلام والنشر، وتقريب صورتهم لأفئدة الناس بإبرازهم للقاصي والداني، وتبليغ كلمتهم المسموعة والمقروءة، والاستجابة لمعانيها ومبانيها وجعلها حجة في رأي صدى المجتمع وسلامة مبادئه وأهدافه وغاياته. فإن تصدر أهل العلم برنت ساحة النظر إلا من ثوابت أقوالهم ومحاسن أعمالهم بما يجعل القدوة حاضرة للمتبعين وثمارها يانعة للمقتدين وإن تغيب آثارهم المباركة أو قدم الذي هو أدنى على أهل الفضل بقي الناس تتخطفهم نار الهوى وتبتعد بهم عن نور الهدى وتردي بهم لاختلاف المسالك وتشعب الطرق ما بين غالٍ في دين الله وجافٍ عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أسباب فقدان القدوة
أما الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم الجريوي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فحدثنا عن أسباب فقدان القدوة عند المسلم بقوله ولعل بعضها يرجع إلى القدوة نفسه أو المقتدي، أو عوامل أخرى مساندة، ومنها: الجهل بالعلم الشرعي وبأهمية القدوة في إحداث التغيير والتقويم، وأن التأثر بالانفعال والسلوك أبلغ أثراً من التوجيه الوعظي والكلامي، والهوى المتحكم في بعض النفوس مما يجعلها تنفلت من جميع المعايير الثابتة والموازين المحكمة لتنتكس في تصوراتها ونظراتها فلا تحكم إلا شهواتها ولا تعرف حجة ولا برهانا إلا ما تهواه أنفسها. وندرة القدوات المثالية التي يشهد لها الجميع بثباتها وسلامتها من الشوائب التي تعرضت لها بعض القدوات الأخرى من إشكاليات متباينة في نظر المقتدين من المنزلقات الدنيوية المختلفة أو ضعف الجوانب الخلقية وفظاظة التعامل السلوكي. وتحميل المقتدي به ما لا يتحمل من الكلام البشري والتنزيه عن الخطأ الذي يجعل القدوة تسقط في نظر البعض لأدنى زلة أو عثرة وإن كانت يسيرة، أو لعدم موافقة هوى المقتدي. وكثرة مصادر التلقي وبخاصة الوسائل الإعلامية بمختلف أشكالها وأنماطها التي تستطيع إحداث أثر فاعل في تصورات الناس بما تملكه تلك الآلة من قوة مهيمنة في إحداث التغيير في هويات بعض الناس والاتجاه بهم نحو تقمص هويات أخرى وتكوين رؤى ذاتية تغني عن الاقتداء بالغير. ووجود الخلل في المقتدي نفسه، ومن ذلك:
التعالم وذلك بأن يعجب الإنسان بما لديه من علم ومعرفة واطلاع، فيتباهى بنفسه ويتعاظم بما لديه من علم في مقابل استجهاله للآخرين وانتقاص ما لديهم من علم، فيستبد برأيه ويعمى عن عيوبه وأخطائه، فلا يستمع لنصح ناصح ولا لوعظ واعظ بل نجده دائم الانتقاد وللآخرين مختصرا لجهودهم وأعمالهم.
الكبر بحيث يرى الإنسان نفسه فوق الآخرين فيتولد في قلبه شعور بالزهو والاعتزاز فيتعالى على الآخرين ويزدريهم ويترفع عن مجالستهم فضلا عن حاجته للاقتداء بهم علاوة على الخجل الذي يجعل الإنسان في حرج من الاقتداء بالغير خوفا من اتهامه بالانقيادية أو الضعف والعجز أو غير ذلك. والتفكك الأسري أو التصدع العائلي نتيجة الطلاق بين الزوجين أو الانحراف السلوكي عند إحداهما و سوء علاقة الأب بالولد به أثر كبير في تهميش القدوة وفقدانها، لأن الأب له دور مهم في تشكيل شخصية الولد باعتباره مثالاً يحتذى ونبراساً يقتدى به، وحدوث مثل هذه الإشكالات تجعل الولد ينظر بين القدوة المعتبرة ليرتبط بمجموعة من أقرانه تتفق معه في الميول والاتجاهات والتصورات. والتقنية الحديثة (الإنترنت) التي سهلت على الإنسان الحصول على المعلومة بأسرع وقت ممكن وبأيسر السبل مما جعلت الإنسان يتباهى بمعرفته وقدراته الفائقة في هذه التقنيات المتقدمة في مقابل جهل الآخرين بها من ذوي القدوة المعتبرة.
نتائج فقدان القدوة
إما عن نتائج فقدان القدوة في حياة المسلم فيقول فيها سعادة الدكتور عبدالمحسن بن محمد السميح أستاذ التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن نتائج فقدان القدوة في حياة بعض المسلمين نتائج وخيمة، والمفاسد قد لا تحصى من جراء فقدان القدوة في حياة بعض المسلمين، ولعل ما تشهده بلادنا من بعض شبابنا في هذه الفترة العصيبة هو نتائج لأسباب عديدة من أهمها: فقدان القدوة الحسنة في الحياة سواء من الأحياء أو من الأموات والاكتفاء بالاقتداء بأشخاص لم يعرفوا بعلم شرعي رزين أو فقه أولويات أو فقه واقع أو نازلة. ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا معلومة مشهورة حينما قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين والمهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، ومن المعلوم أيضا ما قام به الصحابة الكرام رضوان الله عليهم حينما تركوا دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مكانته العظيمة في نفوسهم تركوا ذلك أو أجلوه من أجل اختيار خليفة للمسلمين لأن قدوتهم في ذلك هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ترتيب الأولويات.
وأكد فضيلته أن نتائج ترك أو فقدان القدوة في حياة بعض المسلمين نتائج وخيمة ومفاسد عظيمة والتربية الإسلامة تؤكد على أن التربية بالقدوة الحسنة من أعظم وسائل التربية، فالطفل في حاجة ماسة إلى قدوة حسنة في بيته من قبل والديه ومن يعيشون معه، لينهل من مبادئ إسلامية صافية حتى ينهج منهجها الرفيع ويترك ما سواها من منهج وضيع، والمدرسة بيئة خصبة للتربية بأسلوب القدوة الحسنة، فالمعلم عليه دور كبير إذا اضطلع به أثر التأثير الإيجابي على طلابه من أجل تحقيق القدوة الحسنة في نفوس الطلاب .. جنب الله أمتنا وشبابنا كل مكروه وأبعدنا عن فقدان القدوة الحسنة وعن نتائجها السيئة.
(*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*******
تسعد إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باستقبال آرائكم ومقترحاتكم فيما يتعلق بالصفحة على فاكس رقم 4038735.
وبتواصلكم معنا تتحقق رسالتنا علماً أن هواتف فروع الرئاسة بالمناطق كالتالي:
الرياض/ 4114555-01
مكة المكرمة/ 5574800-02
المدينة المنورة/ 8386600-04
القصيم/3251491-06
المنطقة الشرقية/8266193-03
عسير/2264781-07
تبوك/4221636-04
حائل/5321579-06
الحدود الشمالية/6610417-04
جازان/3171287-07
نجران/5293997-0
الباحة/7253341-07
الجوف/6248449-04
|