أسدل الليل ستار ظلمته واغتال بكل جرأته خيوط الشمس..
بدأت أنغامه تتراقص بهدوء لم توقظ بعذوبة لحنها سوى تلك النجوم الصغيرة التي تقبع بأمان في قلب السماء..
سكن الليل واستقرت الطيور في أعشاشها..
أسمع صوت الهدوء في كل مكان ولا يخترق جدران صمته سوى أنين هذا القلب الحزين الذي عاش منذ قديم الأزل يخط آلامه وأحزانه فوق هذه الصفحات..
تتغير الصفحات بألوانها والأقلام بأشكالها ولكن الألم لا يملك سوى لون واحد للأسى لا يتغير مهما تغيرت الأزمان..
ما زال كما كان.. يحمل ثأرا قديماً بين السنين تخفيه الأيام وتفضح سره عتمة الليالي..
أحب سواد الليل وهدوءه.. يشعرني بالأمان حين ألجأ لنفسي وحيدة..
أحب حين أتألم وأبكي أن أكون لوحدي لأني لا أملك إلا أن أكون لوحدي..
غاب الحب والإحساس من قلوب الناس.. ما عاد أحد يسمع صوت أحد ولا بكاء أحد حتى القلوب تناست بعضها..
تناثرت المشاعر الجريحة وتبعثرت في كل مكان..
غسلت دماءها تلك الدموع التي انهمرت عزاء لذلك الجسد الذي شل المرض فيه كل أسباب الحياة..
انطفأت شموع الأمل وجفت ينابيع الحب
باتت صدورهم صحراء جافة سرعان ما تموت فيها الأحلام..
|