يحتج الزميل إسماعيل كتكت على رأي قلته له بشأن قصته الأخيرة (نهاية الانتظار) .. مع أن الرأي كان يشاركني فيه بشجاعة أكثر من اللازم .. ولكن القارئ قد لا يتعرف ان ما دفعني الى قول هذا هو حرصي الشديد على ان لا يضيع كاتب (المجد للمقاومة) و(أهازيج في قبو مظلم) و(هذيان).
أعرف جيداً أن التحقيق الصحفي الذي يكتبه قد استفاد من ممارسته للقصة بحيث أعطى له طعماً خاصاً طريفا .. بالحس النقدي القاسي الذي يمتلكه القاص ، وأؤيد هذا .. لكني أبداً لا أريد ان يظل صوت إسماعيل (عيون اليمامة) هو صوته في القصة . فأنا متأكد رغم أنف بروخمان - سامحه الله - بان القصة الصحفية لن تخلد خلود الفن الذي يرجوه لها .. فهي بكل خلوها وتقريريتها تتحول فورا الى معادلة حسابيه يعرف القارئ ما بعد علامة (...) كل ما يريد هو وما يريد الكاتب ان يعرفه .. وهذا عيب كبير لا يغفل.
أريد يا إسماعيل أن انكشك وأنبشك وافتشك ، حتى أستطيع ان اعرف ما تود قوله ، وبعد وجع ومعاناة .. ولا أريد ان تسلمني كل ما بيديك كالصفعة الساخنة الباردة .. أريد عملا على مستوى التفجر الإبداعي في أهازيج وغيرها .. غامضاً غير قابل ابداً لعلامات الضرب والطرح والقسمة .. وأنت لن تعجز عن هذا .. ولن تكون صحفياً .. ولن تعتز أبداً بقول بروخمان - الله يسامحه - مرة أخرى.
وفرق بين تأثير الشوكة المسمومة التي تنهي في لحظة صغيرة كل تفاعلات الحياة في الجسم ، وبين الشوكة التي تحدث حركة رائعة وضاجة وحارة ، تعيد الحياة الى العروق.
ولتسقط نهاية الانتظار !!
|