Thursday 18th November,200411739العددالخميس 6 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

26 ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 390 26 ربيع الأول 1392هـ الموافق 9 مايو 1972م العدد 390
الأسبوعيات
يكتبها لهذا العدد: عبدالعزيز المسند
ضعوا حداً لهذه المغالاة..!!

تجري الآن في بلادنا مباهاة ومغالاة في مظاهر الزواج تفسد وجهه الناصع، وتشوه حقيقته، وتخرجه عن مفهومه، وتجعله عبئاً ثقيلاً بعد أن كان أملاً منشوداً، وأمراً مكروهاً بعد أن كان محبوباً.. ومغرماً بعد أن كان مغنماً..
وكلّنا نعلم ما بذلته الحكومة وما اقترحه المصلحون من محاولة التخفيف من المغالاة في المهور، وتيسير إجراءات الزواج، فقد وُضعت لذلك تعليمات ترفع الحرج وتُنير الطريق، وتضع الحل.. وبقي التطبيق..!
ومن المسلم به أن الناس ليسوا على مستوى واحد في التفكير وأخذ الأمور على حقيقتها، وقد انتفع بالتعليمات التي صدرت منظمة ومحددة للمهور جزء قليل من العقلاء.. لكن كثيراً من الناس استمروا فيما هم فيه من المغالاة والتظاهر والفخر..
ومن المسلم به أيضاً أن الأمور التي تتم بين الناس في البيوت سراً لا يستطيع أحد التحكم بها أو حصرها.. لكن الحلول وُضعت لترفع عن الناس الحرج وتفتح باباً واسعاً لمن أراد الدخول منه وتخليص نفسه من المأزق.. وتوفير ماله من الفساد، وبدنه من التعب، وفكره من الهمّ، وإبقاء وجه الزواج مشرقاً ناصعاً لا تفسده التكاليف ولا تغيره النفقات الطائلة.
وأخيراً تجسدت المغالاة والتظاهر بهذه الولائم التي تُقام بشكل لم يسبق له مثيل.. فلا بد من استئجار بيت بقيمة عالية، وإراقة دماء عشرات الذبائح.. وإنارة المنازل المجاورة والشوارع المقابلة، ودعوة عدد كثير من الناس لا يحضر نصفهم ومن حضر فقصده المجاملة.. ولن يأكل من هذه الوليمة.. ثم تكون نهاية الطعام رميه في مكان بعيد من البلد.. ونهاية الأمر تحمل الزوج مبلغاً كبيراً من المال يساوي أحياناً كل ما دفعه في تكاليف الزواج.
ومن الغريب في هذا الأمر أن المسألة معكوسة، فالوليمة يتولاها ويدعو لها والد الزوجة، بينما يتحمل الزوج المسكين نفقاتها مرغماً.
ولسنا هنا في سبيل إقناع القراء الكرام لمتابعتنا على الإيمان بأن إقامة الولائم بهذا الشكل شيء أصبح مرهقاً ومانعاً لكثيرين من الإقدام على الزواج.. فذلك أمر يعتقده جميع العقلاء، ويتمنون الخلاص منه كل لحظة.
ولكنا ندعو إلى إيقاف هذه الولائم بشكلها الحاضر وتصحيح مفهوم الناس عن الوليمة الشرعية.. وهي الاقتصار على المعقول الذي يكفي لأقارب الزوجين وبعض الجيران دون مظاهر أو فخر أو مباهاة..
وأعتقد أنه يمكن منع هذه المظاهر بتكليف رسمي يسبقه إعلان للناس.. ومن وجد بعد ذلك يفعل هذا الفعل منع من إتمامه وجُوزي بما يتناسب وافتخاره.
وإذا فعلنا ذلك خطونا الخطوة العملية في حل المشكلة المتأزمة الدائمة المتكررة التي تتعلق بكل واحد منّا.
ولا بد أن نصحح مفهوم بعض الناس وهو أن المطلوب منعه وإيقافه هو الفخر والإسراف وما يكون فيه كسر قلوب الفقراء وغير القادرين على التقليد.. أما ما يفعله الرجل بينه وبين زوجته فهو حر يقلدها عقود الذهب ويلبسها الحرير، ويفرش بيتها بما غلا وارتفع.. ويزينه بما عز وامتنع وبذلك نرد على من يقول: هل تريدون أن ندس بناتنا دساً؟ أو يقول: إن هذا يحدث في العمر مرة، أو هل تريدون أن تنقص بنتي عن بنات الناس..؟ ويغفل الأمر المهم وهو نفسية الزوج وسعادة بيت الزواج الجديد.. وينسى أن في بيوت الناس عددا من البنات حال دون زواجهن حفله وأمثاله من أجل ابنته، وبسبب وجده وغناه أو غنى خاطب ابنته. ان المصالح العامة التي تتعلق بكل الناس لا يترك أمر التحكم فيها لشخص واحد ولا لفئة معينة، ولا لمن لا يهتم بمصالح المسلمين ولا يعنيه سوى نفسه..! وبعد.. فأجد أن الكتابة في مثل هذا الأمر البين الواضح إعادة وتكرير لشيء استقر في الأذهان وعرفه الجميع.. والطريق لحله منع هذا العمل وليس ذلك مستحيلاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved