تعقيباً على ماتنشره الجزيرة من مواضيع تتعلق بسلك التربية والتعليم أقول
هل يمكن أن نتصور أن هناك معلماً طائشاً مندفعاً إضافة إلى كونه مهملاً متسيباً غير آبه بكل ما تعنيه التربية والتعليم من معانٍ سامية، ثم تراه بعد ذلك مهدداً متوعداً، صاباً جام غضبه على أحد المسؤولين بمدرسته، وقد بدا وجهه محمراً، وعيناه جاحظتين، ويده مشيرة إلى التهديد والوعيد بطريقة استفزازية؟!
إن كانت الإجابة ب(لا).. فنحن نخالف الواقع خاصة إذا عرفنا أن إدارة تربية وتعليم -واحدة- يعمل بها ما يقارب ثلاثين ألف معلم!
لكن السؤال الذي يجب أن يطرح بصدق إن وجد مثل هذا المعلم بين آلاف المعلمين.. في إحدى المدارس- وهذا نادرٌ بالصورة التي رأيناها- ثم تم التعامل معه وفقاً للإجراءات النظامية المحددة، والمعروفة لكل إدارة مدرسة، ورفعت بعد ذلك للجهات المختصة، فهل يُترك وضعه دون علاج، وأمره دون اهتمام؟
أيضاً إذا أردنا ألا نخالف الواقع فإن الإجابة ستكون ب(لا).. وإن كانت ب(نعم).. فما الجدوى إذاً من وجود أقسام المتابعة، ولجان قضايا المعلمين، والإدارات القانونية، وكذلك اللجان التربوية المعنية بإيجاد البيئة المدرسية المستقرة البعيدة عن أي إشكالات تؤثر على سير العمليتين التربوية والتعليمية وذلك من خلال الإجراءات الوقائية والعلاجية والتأديبية لمثل تلك الحالات؟!
ولماذا يبعد أمثال ذاك المعلم عن الميدان التربوي إذا ثبتت عدم صلاحيته للتعليم؟!
وهل تصدر من الجهات المسؤولة القائمة على التربية والتعليم قرارات تأديبية لمن يثبت تقصيره في أداء عمله؟
وهل لديهم ما يثبت ذلك موثقاً للقرارات الصادرة والتقارير المعدة؟
لماذا نعكس للمجتمع صورة سيئة بسبب واحدٍ -أو حتى مئة- من بين ثلاثين ألف معلم- مثلاً- في إدارة تربية وتعليم واحدة؟ وما النسبة التي يمثلها هؤلاء؟
ولا نعكس الوجه المشرق الذي يمثله البقية وهم آلاف المربين الفضلاء والمعلمين الأكفاء الذين بذلوا ويبذلون جهوداً طيبة في سبيل خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم؟
إن الدور المهم الذي يجب أن تقوم به الأسرة والمدرسة والمجتمع هو الحفاظ على عقول الناشئة -أبنائنا وبناتنا- وتحصينها ضد التيارات المنحرفة فكرياً وسلوكياً..
وكذلك أن يميزوا بين الحقيقة والمبالغة المخالفة للواقع التي تروّج تلك البضاعة، وتمرر تلك السلعة! وخوفاً على كسادها تحاول التأثير.
المشرف التربوي عبدالرحمن بن محمد الحمود |