نشرت الجزيرة بصفحة (شواطئ) عمود شاطئ للأستاذ عبدالله الكثيري بعنوان رمضانيات رابعها عن التسول، وقد منح هؤلاء المتسولين الاسم الصحيح (المرتزقة أو الشحاذين) أي والله هم المرتزقة أو الشحاذون.
الحقيقة أن التسول مهنة لاشك وضيعة، وقد وجدت منذ أن وجد الغني والفقير وقد قال تعالى {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} وقال {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}، وفي الحديث ماروي عن ابن الزبير قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي إلى الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه، والحديث الآخر بما معنى من سأل الناس تكثرا جاء يوم القيامة، وليس في وجهه مزعة لحم.
والحقيقة الثانية أنه في سنوات مضت، وحينما كانت أحوال الناس يشوبها الكثير من صفات الفقر والعوز، وكان المتسولون قلة- والحمد لله- فيما قبل التسعينيات، ولكنهم يتصفون بالخجل وقلة الكلام، أما جلوس في زاوية أو عند أبواب المساجد، وقد يغطي وجهه حياء، ومع تحسن أحوال الناس وكثرة الوظائف في الدولة- أعزها الله- ونشأة الشركات وكثرة الأعمال الحرة بدأت عملية التسول تخف كثيرا حتى كادت تتلاشى، وإن كان هناك متسولون ولكنهم أيضاً قلة، أما الآن ومنذ سبع سنوات قد تزايد وأصبح لدينا متسولون محترفون معظمهم أجانب، وأن 95% منهم ينتحلون صفة السعودي حتى بلبس العقال وتسولهم على أشكال، فمنهم من يسأل أمام الناس في المساجد، وإذا خرج الكثير من المصلين بدأ بجولة على المتأخرين فيه واحدا تلو الآخر، ومنهم من يتخذ طريقة التفرد والإقناع يقف خارج باب المسجد فيلتف حولك عارضا حاجته وبإلحاح، وبهذه الطريقة يحصل على مبلغ من كل فرد لايقل عن الثلاثين والخمسين والمائة والمائتين حسب أسلوب الاقناع، وقناعة الدافع وهشاشته وحذاقة المرتزق، وبالتالي يخرج بمبلغ جيد بعد كل صلاة يتراوح حسب تقديري وحسب ما شاهدت من 300 إلى 500 إلى 800، وقد يصل الألف وبمتوسط 800 بعد كل صلاة *5 صلوات =4000 ريال احسبوها مضروبة في 356يوما = 1424000 ريال في العام الواحد من داخل المساجد وخارج أبوابها بعد الصلوات الخمس أضف إلى ذلك تعرضه للمشاة في الشوارع والأسواق، وأهل المعارض فيما بين الصلوات، ولا ننسى طرق أبواب المنازل أيضاً، وهذا لايقل محصوله عما سبق ذكره، ولكن سنختصر ونكتفي بتحصيل الواحد منهم ما لايقل عن المليونين إلى المليونين والنصف في العام ولا تستكثروها.وحول ما كتبه الأستاذ الكثيري أقول لقد أعطيت تلك الفئة الاسم الصحيح فهم مرتزقة فعلا بل وشحاذون لأن المحتاجين هم الذين لايسألون الناس إلحافا، أما عن إدارة مكافحة التسول فحدث عن عدم اهتمامهم بعملهم، ولا حرج فلم تقم ولا بـ10% من الواجب بدليل وأقسم على ذلك أنني في مسجد وهو جامع لم أر مسؤولا تصدى لمرتزق منذ أكثر من 15 سنة قضيتها في الحي إلا مرة واحدة في شهر رمضان الحالي فقط، وهذا يدل على عدم الاهتمام بل وتقاعس من الجهات المختصة بمكافحة التسول عن الواجب.
صالح العبدالرحمن التويجري |