* عنيزة - متابعة ميدانية - محمد العبيد - بندر الحمّودي :
شهدت محافظة عنيزة ليلة الأربعاء ليلة سوداء مع الإرهاب ، حيث الرعب والهلع الذي أصاب السكان في حي القادسية وما جاوره ، وما امتد إليه من صوت الرصاص الطائش على يد الفئة الضالة من الطغمة الفاسدة التي نخرت المجتمع الأمن ، حيث تعالت أصوات النساء مع بكاء الأطفال وخوف الكبار والصغار ، في حين قدم رجال الأمن البواسل حياتهم وأرواحهم فداء للوطن الغالي ، مفدين بأرواحهم الزكية الوطن لردع تلك الزمرة الفاسدة الملعونة - بإذن الله - التي حاولت زعزعة الأمن المستتب وإخافة المواطنين الآمنين .
هكذا عاشت عنيزة ليلة رعب لم تعهدها حتى ارتفعت أصوات المآذن معلنة دخول موعد صلاة الفجر من اليوم الثاني ، كما ارتفعت الأكف لله تعالى بأن يخزي اتباع الشيطان وزمرته ويحبط محاولاتهم ، التي أنهيت على أيدي رجال الأمن البواسل والتي تلقت ماتستحقه من خيبة وهزيمة نكراء .. حيث قام رجال الأمن بمتابعة مجموعة من الفئة الضالة ، وتم ضبط خمسة منهم أحدهم لا يزال نزيلاً في مستشفى الملك سعود بعنيزة بإصابة بالغة ، وقد أدت المواجهات معهم إلى استشهاد رجل الأمن الباسل فهد العليان وإصابة سبعة عشر رجل أمن آخرين بإصابات متفاوتة - وبحمد الله - تم خروج تسعة منهم من المستشفى أمس الأربعاء.
الجزيرة كانت في موقع الحدث والتقت بعدد من المواطنين قاطني حي القادسية ، حيث أفاد المواطن خالد بن عبد الله البدراني أنه شاهد الحركة غير الاعتيادية في المنطقة ، وقال البدراني باعتباري رجل أمن وقد شاركت في عدد من المداهمات ، إلا أن هذه المداهمة هي الأقوى وأشيد بجهود رجال الأمن الأشاوس الذين قدموا حياتهم في هذه المنطقة خدمة للدين والوطن.
وأفاد المواطن يوسف بن عبد الله القرعاوي أحد السكان الذين أصابت منازلهم طلقات عديدة ، وقال : إنني كنت في الخارج مع أولادي ولم أستطع العودة حتى الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء ، نظراً للتطويق الأمني على هذه المنطقة .. ولقد فوجئت حينما رأيت منزلي قد أصابته العديد من الطلقات ، وباب منزلي قد فتح عنوة برصاصات كثيرة لأنني قد أغلقته قبل مغادرتي مع أبنائي.
الجدير ذكره أن هذه الطغمة قد أطلقت عدة قنابل يدوية أصابت واحدة منها محول الكهرباء ، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الحي وقد قامت الشركة الموحدة للكهرباء بتبديل المحول صبيحة الأربعاء.
وقد عثر رجال الأمن في المنزل الذي تحصن به المعتدون مبلغاً مالياً تجاوز الستة والثلاثين ألفاً ، وعدداً من الأسلحة والذخائر وقد تم إغلاق المنزل من قبل رجال الأمن ، وقد عادت الحياة الطبيعية للمنطقة - بحمد الله - ثم بجهود حكومتنا الرشيدة وأجهزتها الأمنية.
على هامش الحدث
تواجد عدد كبير من المسئولين الأمنيين في موقع حادث الإرهاب وفي قسم الطوارئ في مستشفى الملك سعود ، وكان على رأسهم اللواء خالد عباس الطيب مدير شرطة منطقة القصيم ومساعدوه ومديرو الأجهزة الأمنية المختلفة بالمنطقة ، ووكيل محافظ عنيزة مساعد السليم والمسئولون اللذين تواجدوا في قسم الطوارئ لمتابعة الاستعدادات لاستقبال الحالات ، أيضا مدير الشؤون الصحية بالقصيم الدكتور هشام ناظره أشرف شخصيا على عملية استقبال المصابين وتقديم العلاج لهم ، كما تواجد المشرف على مستشفى الملك سعود صالح إبراهيم الصيخان وجميع العاملين ومسؤولي المستشفى .. كما أعلن المستشفى حالة الطوارئ (الشفرة) السوداء وتواجد جميع الأطباء المناوبين وغيرهم والفنيين ، واتخذت الاستعدادات اللازمة من تجهيز الأسرّة للتنويم أو استقبال المصابين ، كما توافد الكثير من المتبرعين لبنك الدم الذي استقبل العديد من المواطنين في بادرة اجتماعيه جميلة.
أدى التجمهر الكبير الذي شهدته جميع المواقع إلى رسم صورة سيئة وغير حضارية ، ربما كانت سببا في إعاقة إعمال رجال الأمن أو المسعفين ، حيث كان هواة الاستطلاع قد انتشروا بسرعة البرق من انحاء القصيم ، بل إن التجمهر وصل داخل قسم الطوارئ وممرات مستشفى الملك سعود ، مما احدث ارباكا للعاملين وأعاق تحركاتهم لتقديم حالات الإسعاف للمصابين.
بكل جدارة اثبت قسم الطوارئ جاهزيته لأي حادثة مهما كان نوعها - لا سمح الله بجهد - وذلك بجهود العاملين به وسرعة وتميز الخدمة المقدمه منهم رغم حجم الحادث المؤسف .. كما تم إخلاء العديد من المنازل من السكان ونقلهم إلى مراكز الشرطة حتى يتم القضاء على الفئة الضالة في هذا الحي.
|