* واشنطن - نيويورك - الوكالات:
مارس الرئيس الأمريكي جورج بوش ضغوطا على الرئيس السوداني عمر البشير وعلى أبرز حركات التمرد في البلاد بقيادة جون قرنق حتى يتوصلوا إلى اتفاق سلام لدى استئناف المفاوضات أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، وفقا لما أعلنه البيت الأبيض يوم الثلاثاء.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان في تصريح صحافي: ان من الملح ان تتوصل الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى اتفاق سلام شامل لدى استئناف المفاوضات أواخر الشهر الجاري، وقد بعث الرئيس بوش بالرسالة نفسها خلال محادثاته الهاتفية المنفصلة، إلى عمر البشير وجون قرنق.
وأضاف ماكليلان: لا يمكن ان يحدونا امل معقول في حلول السلام في السودان إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل بين الشمال والجنوب، يتضمن قرارا حول النزاع في السودان، معربا عن الامل في تجديد الالتزام في هذا الصدد خلال المفاوضات التي ستستأنف,وأكد المتحدث أن من المهم ان يواصل جميع الأطراف المعنيين في المنطقة العمل لوقف العنف ومساعدة الناس في دارفور للحصول على مساعدة انسانية يحتاجون إليها.
ومن جانب آخر وصل إلى نيروبي أمس الأربعاء مندوبو مجلس الأمن نيويورك حيث سيعقد المجلس اجتماعات رسمية تستمر يومين حول السودان آملا في اعطاءمفاوضات السلام بين الحكومة السودانيةوالتمردفي الجنوب دفعا حاسما، ويشارك سفراء البلدان الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الأمن جميعا في هذه الرحلة إلى خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على ان يشارك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في جزء من اعمالهم، ومنذ عام 1952 لم يغادر مجلس الأمن مقره سوى ثلاث مرات..وخلال اجتماعهم اليوم الخميس وغدا الجمعة في العاصمة الكينية، ينوي السفراء تبني قرار يقدم للسودان مساعدة المجموعة الدولية لمؤازرته في التنمية شرط الاسراع في توقيع اتفاق سلام بين الخرطوم والجيش الشعبي بقيادة جون قرنق،وتعتبر المجموعة الدولية ان التوصل إلى اتفاق سلام حول هذا النزاع الذي يعتبر اقدم حرب اهلية في افريقيا، سينجم عنه تأثير ايجابي في شأن قرار يتعلق بدارفور حيث تدور حرب اهلية ايضا ويشهد اخطر ازمة انسانية في العالم.
وأجرى مجلس الأمن يوم الثلاثاء مشاوراته الأخيرة قبل الانكباب على مشروع قرار اعدته بريطانيا، وذكر عدد من السفراء ان بعض فقرات القرار ما زالت موضع مناقشات ستستأنف بالتأكيد حتى الوصول إلى نيروبي، وتشير هذه الفقرات إلى درافور وتؤكد درجة الضغوط التي ينوي مجلس الأمن ممارستها على الخرطوم لحملها على تسوية النزاع في دارفور بطريقة سلمية.
واعرب سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة جون دانفورث الذي سيرأس الاجتماع عن تفاؤله بالتوصل إلى تسوية، وقال: نحن قريبون من التسوية بنسبة 99%، قريبون جدا جدا. وذكرت مصادر ديبلوماسية من جهة أخرى ان نهاية هذه السنة سيحدد موعدا نهائيا للاطراف المشاركة في المفاوضات بين الشمال والجنوب لابرام اتفاق سلام، وفي هذا الصدد، قال دانفورث: ان صبر مجلس الأمن سيكون محدوداً.، وأضاف .. الأمر الواضح هو انه إذا ما تم التوصل إلى السلام في السودان، فإن المجموعة الدولية ستكون جاهزة لمساعدة السودان، وبعبارة أخرى، على الطرفين ان يقررا الاتجاه الذي سيسلكانه، وأضاف إذا لم يكن خيار الطرفين السلام إنما مواصلة المعارك، وإذا استمرت الكارثة في دارفور، وإذا استمر سقوط المدنيين ضحايا، عندئذ ستواصل المجموعة الدولية الاهتمام بالموضوع، انما بطريقة مختلفة كليا.
|