* كتب - خالد المالك:
قبل أربعة وثلاثين عاما من الزمن كانت بلادنا الغالية على موعد مع حدث كبير.. كان الناس قبل هذا التاريخ يتطلعون إلى ذلك اليوم الذي يتوفر فيه من الشباب السعودي منهم مؤهلون حسب أساليب الحرب الحديثة للدفاع عن أرضنا وصيانة الوحدة الوطنية التي أرسى داعئمها المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله.. وكان عام 1358هـ بداية لتحقيق هذه الرغبة وسنة مولد هذا الحدث الكبير الهام.. في ذلك العام أسست المدرسة العسكرية بالطائف ومنها تخرج المئات من ضباط القوات المسلحة الذين يتسنمون الآن مراكز هامة في جيشنا الباسل.. ولم نقف عند هذا فقد كان لا بد أن نساير الجيوش المتقدمة بإعداد جيش قوي متعلم.. جيش مثلما وفر له السلاح يجب أن يكون مستوى تدريبه وتعليمه عالياً فكان تأسيس كلية الملك عبد العزيز الحربية في عام 1372هـ التي جاءت القناعة بفكرتها نتيجة للنجاح الهائل الذي تحقق للمدرسة العسكرية بالطائف!
هذه الكلية - عزيزي القارئ - هي التي تزورها جريدة الجزيرة اليوم لتقدم لك عنها بعض المعلومات بمناسبة تخريج دفعة جديدة منها..
في مبنى الكلية
اتصلت تلفونيا بوكيل القائد ناصر العرفج ضابط الثقافة بالكلية وهو يحمل الماجستير في الجغرافيا والعلوم الاجتماعية من أمريكا وأبديت له الرغبة بأن نقدم ريبورتاجا مصورا عن كلية الملك عبدالعزيز الحربية بمناسبة تخريجها لدفعة جديدة من الضباط في بداية الاسبوع القادم وقد رحب بالفكرة وأبدى استعداده لتقديم أي معلومات لنا عن ذلك، وفي اليوم التالي كنت في مكتب وكيل القائد العرفج وخرجت منه بكل المعلومات التي أقدمها في هذا الاستطلاع.
مهمة الكلية
إن مهمة الكلية هي تعليم وتدريب الطالب العسكري ليحوز على الصفات الضرورية التي تؤهله للعمل كضابط في الجيش العربي السعودي والتي تعتبر لازمة لتقدمه المستمر وتطوره خلال حياته العسكرية العملية والعلمية.
الدراسة في الكلية
كانت الكلية تقبل من خريجي الكفاءة المتوسطة ليدرسوا المرحلة الثانوية فيها على أن يلتحقوا بالقسم العسكري بعد ذلك وقد رؤى أخيراً أن يقتصر القبول على خريجي الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي وبالطبع فإن هذا القرار قد راعى الطلاب الذين سبق قبولهم بأن يستمروا في دراستهم الثانوية على أن تقفل الفصول بالتدريج ولهذا فإن العام القادم سيكون الفرصة الأخيرة لاتاحة المجال أمام الدراسة الثانوية فيها، ومن جهة أخرى فإن مدة الدراسة بالقسم العسكري ابتداء من العام الدراسي 91-92هـ قد زيدت سنة واحدة لتكون مدة الدراسة الفعلية ثلاث سنوات سنة بالاعدادي وأخرى بالمتوسط وثالثة بالنهائي حيث يتخرج الطالب ضابطاً في القنوات المسلحة..
منهج الدراسة
وبما أن الكلية تقبل من خريجي الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي فإن المصلحة اقتضت بأن يوزع الطلاب إلى قسمين حسب تخصصاتهم على أن يشتركا بدراسة المواد العسكرية كالاشارة وهندسة الميدان والأسلحة والصيانة وفن القيادة وقراءة الخرائط كما يشتركان أيضا بدراسة اللغة الإنجليزية واللغة العربية والجغرافيا والثقافة الإسلامية، بينما يدرس القسم العلمي منفرداً الكيمياء والرياضة والفيزياء يقابله القسم الأدبي بدراسة الاقتصاد والعلاقات الدولية والإدارة العامة ومبادئ الرياض.
والدراسة بصفة عامة تشمل منهجين: منهج أكاديمي ويهدف إلى تقديم التثقيف الأكاديمي الشامل وبناء أساس أكاديمي لمساعدة المتخرج في حياته وحفز وتشجيع الملكات العقلية والمواهب الفردية وتنمية الملكات للتفكير وللتعبير والبحث العلمي والمساهمة في بناء الشخصية، ومنهج عسكري وهذا يهدف إلى تنمية صفات وخواص القيادة مع تأكيد الشخصية ممثلة في الدين الاسلامي الحنيف والضبط العسكري والشعور القوي بالواجب والمسؤولية وتقديم ثقافة عسكرية أساسية واسعة وتنمية مستوى عال من اللياقة البدنية وبث روح الاهتمام الضرورية لغرض احتراف مع تقديم التوجيه المسلكي للخدمة في الجيش السعودي للدفاع عن الوطن.
شروط الالتحاق بالكلية
تنص الأنظمة على أنه يشترط أن يتوفر بمن يرغب الالتحاق بالكلية أن يكون سعودي الأصل والمنشأ والولادة وحسن السيرة والسلوك وأن ينجح في الفحص الطبي وألا تقل سنه عند الالتحاق عن (18) سنة ولا تزيد على (24) سنة وكذلك ألا يكون قد حكم عليه بحد شرعي أو السجن لجريمة تخل بالدين وأن يكون حاصلاً على شهادة اتمام الدراسة الثانوية (علمي أو أدبي) وألا يكون متزوجاً وبالاضافة إلى ذلك أن يقدم وثيقة من ولي أمره بالموافقة على التحاقه بالكلية ويدفع الغرامة المترتبة عليه عند تركه الدراسة من تلقاء نفسه وبدون مبرر شرعي تقره الجهات المسؤولة وأخيراً من الضروري أن ينجح المتقدم أمام هيئة القبول في الكلية.
مميزات الطالب في الكلية
يتقاضى الطالب أثناء الدراسة مكافأة شهرية قدرها 400 ريال إلى جانب تأمين السكن والأكل والملابس والعلاج الصحي كما تصرف له تذاكر اركاب على طائرات سلاح الطيران أثناء اجازاته السنوية فضلا عن الجو الدراسي الهادئ والرعاية الاجتماعية الجيدة.
وبعد التخرج
يتخرج الطالب برتبة ملازم ويتقاضى راتباً شهرياً قدره 750 ريالاً يزداد بالعلاوة الدورية كل سنتين ويتدرج بالراتب والرتبة كما يصرف له بدل خادم وبدل اعاشة شهرياً وعلاوة تخصص إلى جانب بدل الملابس وبدل السكن سنويا طيلة خدمته في السلك العسكري وفيما يتعلق بتحصيله العلمي من الوجهة العسكرية فيجري الحاقه في دراسات تخصص داخلية في مدارس اسلحة الجيش وبعثات لتطوير كفاءته ومقدرته العملية كما أن دراسته الأكاديمية (المدنية) في الكلية تسهل له مواصلة دراسته الجامعية اثناء خدمته العسكرية وبقدر ما تسمح بها ظروف عمله أما بعد احالته للتقاعد فإن الدولة تخصص له راتباً تقاعدياً إلى جانب تمتعه بالتسهيلات الأخرى.
دفعة جديدة من الخريجين
ويوم الأحد القادم سوف تحتفل الكلية بتخريج الدفعة رقم (31) في حفل كبير من المحتمل أن يشرفه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران وعدد المتقدمين للامتحان في هذه الدفعة (111) طالباً سيتم توزيع الناجحين منهم على أسلحة الجيش المختلفة والتي تربو على العشرة وكما ذكرنا سابقاً فإن هذه الدفعة هي الأخيرة على نظام السنتين ومن العام القادم سيكون التخرج بعد ثلاث سنوات يقضيها الطالب بالدراسة بالقسم العسكري.
من برنامج الحفل
وسوف يتضمن برنامج حفل تخرج هذه الدفعة كلمة قائد الكلية وإعلان النتيجة من قبل ركن التعليم بالكلية واستعراض للطلبة وتوزيع الشهادات على الخريجين والجوائز توزع على المتفوقين وأداء الخريجين للقسم على كتاب الله بأن يكونوا مخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم.
مناورة قبل تخرجهم
تعودت الكلية في كل عام وقبل حفل التخرج بأيام ان تقيم مناورة بالذخيرة الحية لطلابها وتشترك فيها جميع أسلحة الجيش بما فيها الطائرات المقاتلة والعمودية ومدة هذه المناورة أربعة أيام، وقد بدأت يوم السبت الماضي مناورة هذا العام وسوف تنتهي غدا الاربعاء والغرض من المناورة هو تطبيق عملي شامل لجميع الدروس العسكرية التي تلقاها الطلبة بالكلية وايضا نقل الطالب من الدراسة النظرية إلى الدراسة العملية وتمثيل المعركة على الطبيعة، وهذه المناورة يأخذ الطالب عليها علامات لها تأثير على درجاته آخر العام.
هيئة التدريس
تقوم نخبة من الضباط السعوديين بتدريس المواد العسكرية للطلاب أما بالنسبة للمواد غير العسكرية فإن عددا من دكاترة الجامعة يقومون بهذه المهمة وفضلا عن هذا فهناك عدد من المعيدين بالكلية وهم جامعيون في تخصصات مختلفة.
أخيراً.
أشكر وكيل القائد ناصر العرفج ضابط الثقافة بالكلية على تفضله باعطائي هذه المعلومات وأرجو لهذه الكلية الفتية التقدم واطراد النجاح.
| 
"زمان الجزيرة"