افتتاح أول أوبرا للموسيقار الإيطالي فيردى

في مثل هذا اليوم من عام 1839 تمت إزاحة الستار عن أول أوبرا للموسيقار الإيطالي فيردى والتي أطلق عليها (الكونت دي سان بونيفاشيو) في مدينة ميلانو.
وقد عرضت الأوبرا في مسرح (لا سكالا) وهو أشهر مسارح إيطاليا. وقد استقبلت الأوبرا بترحاب كبير وفي اليوم التالي تم تكليف الموسيقار من قبل بارتلوميو ميريلى، مدير مسرح لا سكالا، بكتابة ثلاث أوبرات أخرى. وفي عام 1843، بعد بعض الانتكاسات الشخصية والمهنية، جعلت منه أوبرا (نابوكور) أشهر من نار على علم. وانطلق بعد ذلك في وضع أوبرات كلاسيكية مثل (ريجوليتو) و (التروفاتور) و (لا ترافياتا) و (عايدة) و (عطيل).
ولد جيوسبى فردى في (لى رونوكول) في الدوقية السابقة لبارما عام 1813. وكان والده حارساً لفندق وبقالاً وأظهر فيردى موهبة طبيعية مبكرة في الموسيقى. وقد قام بدراسة الموسيقى في مدينة (بوستيو) المجاورة وفي عمر الثامنة عشرة أرسل إلى ميلانو من خلال أحد رعاة الموسيقى للالتحاق بالكونسرفتوار. وقد تم رفضه بسبب تجاوزه السن المطلوب، ولكنه ظل في ميلانو ودرس على يد فينشنزو لافيينا وهو مؤلف موسيقي ومدير سابق لمسرح لا سكالا.
وفي عام 1834 عاد فيردى إلى مدينة بوستيو وأصبح مديراً موسيقياً لجمعية الفيلهارموني. وبعد مرور خمسة أعوام، شهد فيردى البالغ من العمر 26 عاماً أول أوبرا تعرض له على مسرح لا سكالا أرقى مسارح إيطاليا. وقد تبع هذه الأوبرا أوبرا (أون جورنو دى رينو) أو ملك لمدة يوم عام 1840 وهي أوبرا ساخرة فشلت من الناحية التجارية. ومع فشل هذا العمل ووفاة زوجته وطفليه، قرر فيردى الإقلاع عن التأليف الموسيقي. ومع ذلك بعد مرور عام نجح مدير مسرح لا سكالا في إقناعه بكتابة أوبرا تعتمد على قصة الملك البابلي بنوخذ نصر الثاني. وحققت أوبرا نابوكو عام 1842 نجاحاً منقطع النظير وتبعها بأوبرا لومباردى عام 1843 وإيمانى عام 1844. واعتبرت أوبرا ريجوليتو عام 1851 أروع ما كتب وجلبت له أوبرا التروفاتور 1853 ولاترافياتا شهرة عالمية وثبتت قدميه كمؤلف أوبرالي عظيم.
وقد تطور أسلوب فيردى الدرامي والغنائي في أوبرا (أون بالو) عام 1859 وأوبرا (قوة القدر) عام 1862 و (عايدة) عام 1871 والتي كلفه بكتابتها خديوي مصر وعرضت عند افتتاح قناة السويس.