Wednesday 17th November,200411738العددالاربعاء 5 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

بدء مفاوضات (سالت) بدء مفاوضات (سالت)

في مثل هذا اليوم من عام 1969 اجتمع المفاوضون السوفييت والأمريكان في هلسنكي للبدء في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية المعروفة باسم (سالت) . وكان هذا الاجتماع ثمرة سنوات من المباحثات بين الدولتين فيما يتصل بوسائل الحد من سباق تسلح الحرب الباردة. وقد تولى جيرالد سميث مدير وكالة نزع السلاح والسيطرة على الأسلحة رئاسة الوفد الأمريكي. وفي نفس الوقت، بدأ مستشار الأمن القومي هنري كسينجر التفاوض مع السفير السوفيتي في أمريكا. وقد استمرت المفاوضات ما يقرب من ثلاث سنوات حتى تم توقيع معاهدة سالت الأولى في مايو عام 1972. وقد تمحورت المحادثات حول نظامين رئيسين للأسلحة هما الصواريخ الباليستية المضادة للصواريخ (ABM) وصواريخ متعددة الرؤوس والتي يستطيع كل رأس فيها ضرب هدف مختلف. وفي الوقت الذي بدأت فيه المباحثات كان السوفييت أكثر تقدماً في مجال تكنولوجيا ABM ومع ذلك فإن الولايات المتحدة سرعان ما تقدمت في مجال الصواريخ متعددة الرؤوس الأمر الذي منحها ميزة تعادل الميزة التي تتمتع بها الرؤوس والخاصة بأنظمة الصواريخ الهجومية. وفوق كل ذلك فلم يكن مهماً عدد الصواريخ التي كانت تمتلكها الولايات المتحدة طالما كان الاتحاد السوفيتي قادراً على إسقاطها قبل أن تضرب الأهداف المقصودة.
وبما أن السوفييت كانوا أكثر تفوقاً في عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي يمكن إطلاقها من الغواصات، فإن وجود نظام سوفيتي ABM فعال كان يعني أن الروس يمكنهم شن هجمات نووية مروعة دون خوف من الانتقام.
أما على الجانب السوفيتي فقد كان ينظر إلى تطوير الولايات المتحدة لتكنولوجيا الصواريخ متعددة الرؤوس بريبة. فلم تكن هذه التكنولوجيا فقط متفوقة على الروس ولكن كانت هناك أيضاً تساؤلات حول مدى جدوى نظام ABM السوفيتي وقدرته على حماية البلاد من هذا النوع من الصواريخ. وكان الوقت ملائماً لمناقشة ما بدا أنه سباق تسلح ليس له نهاية. وقيدت اتفاقية سالت التي تم التوصل إليها في مايو 1972 عدد منصات الصواريخ ABM بمائة في موقعين فقط من اختيار الدولتين. كما تم أيضاً تقييد عدد الصواريخ الهجومية. فالولايات المتجاورة كان يمكنها امتلاك 1000 صاروخ من نوع ICBM و170 صاروخاً من نوع SLBM، أما السوفييت فكان يمكنهم حيازة 1409 صواريخ ICBM و950 صاروخاً SLBM.
ودافعت إدارة الرئيس نيكسون عن التفاوت في عدد الصواريخ بالإشارة إلى عدم الاتفاق على شيء فيما يتصل بالصواريخ MIRV. وعلى الرغم من أن الصواريخ الأمريكية ذات عدد أقل فقد كان يمكنها حمل عدد أكبر من الرؤوس.
ومع ذلك لا يمكن القول بأن هذه الاتفاقية قد جعلت العالم أكثر أماناً حيث إن الدولتين لا زالتا تمتلكان ترسانتين نوويتين يمكنها تدمير العالم مرات عديدة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved