Wednesday 17th November,200411738العددالاربعاء 5 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لا تعليم.. بلا تربية! لا تعليم.. بلا تربية!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة- سلمه الله-.
.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع تتعلق بالمعلمة والمعلم أقول يتجه سيل من المعلمين والمعلمات نحو معاقل التعليم كل بتخصصه وعلمه يتسابقون في اتجاه موحد صوب عقول وأذهان أبنائنا طلبة المدارس، هؤلاء (المعلمون) الذين يتكبدون عناء ومشقة غرس المفاهيم وتصحيح السلوكيات ومجاهدة الكبير قبل الصغير على مقاعد الدراسة يقومون بعمليات معقدة قد لا يشعرون بها في وقع الحال من ذلك تنقية ما يصطبغ في طباع الطلاب والطالبات من عادات وسلوكيات اكتسبت ما بين فصل دراسي وفصل آخر إن كان على مستوى الأفعال أو الصفات أو الأقوال، ففي كل بداية فصل دراسي يفاجئ المعلمون والمعلمات بسيل متراكم من المصطلحات اللفظية المزرية على الأسماع وأفعال غير مستحبة وتجانب الذوق العام وهي وان قلت في بعضها كمّاً فلا يستهان بتأثيرها على بساط واقع البيئة وخصوبة أرضية المتلقي (الطلاب)، الأمر الذي قد يسهل تصنيفها كإحدى الصفات أو السلوكيات التي يصعب تنقيتها والتي استقيت من غير مصدر، ولك ان تتخيل حجم التطور والنمو الحاصل في عقليات الطلاب خلال إجازة الصيف على سبيل المثال وحجم ما خلفته غياب أو توقف عمليات الغرس التربوية التي كانت تلاحق الزمن وتتبع تعرجات الطرق الشائكة،
أضف إلى ذلك حجم جملة التنازلات الأسرية عن بعض المهام المناطة بها كأحد معاقل صنع القرار التربوي في بداية تنشئة الأبناء والبنات في حين يتوارى جزء مما سبق غرسه في عقول هؤلاء الطلاب على مدار عام دراسي كامل خلال الإجازة الصيفية يضيف ذلك عبئاً غير منخفض التكاليف على العملية التربوية والتعليمية، ذلك ان هذه العملية لا تطير بجناح واحد فهي على أتون الزمن تقلع بجناحين فلا تربية بدون تعليم ولا تعليم بدون تربية، ولو افترض تساوي الحد الائتماني المدفوع للعقول الناشئة تربوياً في بدايتها مع الحد الخاص بما سحب من منهج تربوي وتعليم سبق دفعه خلال مدة محددة بالوقت فهذا لا يفرض تجويز بقاء الحال على ما هو عليه.. فالتربية كمطلب يراد به التدفيع القيمي المقنن باشتراطات معلومة الكنه عهد لها ترسيخ متلازماتها التوافقية وفق المشروع المطلوب بغية البقاء على سلم الأخلاقيات بقيمة زمنية طويلة الأمد وعائد متلازم مع التطورات المعقدة لما يحيط ببيئة الطلاب وهي على ذات المسار ليس لها التنازل عن مدفوع واحد سبق تقييده كغرس في عقل وذهن طالب ولو حتى واحد في ظل تزايد الاستهلاك غير المقنن أو المشروع للغرسات الأولية في سلوكيات الطلاب والطالبات والتي تنتزع بأيدي جملة من القطاعيات سارية المفعول سواء اكتسبت أو مررت بطريقة أو أخرى هدمت جزء مما تعلمه أبناؤنا الطلاب في سابق الوقت ومن هنا فان تعميق الرسوخ الذهني للقيمة التربوية والتعليمية في عقل الطالب يجب ان يكون من القوة والمناعة بحيث يصعب استهواؤها أو تنزيلها من على الإطار المرجعي للعقلية التي تنشئ في بدايتها على انتهاج قيم وأخلاقيات تربوية دفع الكثير من أجل ديمومتها على أنه في حال زاد حد التكليف في إعادة بناء القيم الأخلاقية في كل مرة لنفس الوحدة مع كل بداية عام دراسي فهذا يعني تأثر الجانب المقابل والمتعلق بعملية البناء الأولية والوسطى لما بدء فيه في وقت سابق وفي هذا الوقت بالذات من العالم والناس والمقدرات والتعقيدات وسهولة الاتصال بأن المربين قبل المعلمين والمعلمات يواجهون مداً من التحديات يتطلب تكثيف المناهج التربوية التي تؤزر بطابع التعلق الأخلاقي والتمسك بالمبادئ الممنهجة مع ضرورة تقوية عزيمة النشء الطلابي للملتقيات التربوية والتعليمية بحيث يتوسع الإدراك بقيمة ما يعطى ويغرس في ذاته مع ضرورة الحفاظ على أكبر قدر من المخزون المعرفي وإحاطته بسياج من الحصانة الذاتية ليقاوم سيل التداعيات المتلاحقة التي تؤطر التراكم المتدفق من المتغيرات التي عج بها هذا الزمن السريع التحول بالطابع السلبي الذي يمثل مركزية حادة الأقطاب تؤهل تعاطي مركب من الدونيات لتحل بديلاً للغرس الصالح الذي بذل الكثير من أجل ينعه وإثماره وان كان أكثر المتفائلين التربويين لن يكون بوسعهم سوى التصديق على صيغة معرفة لما يكون من اللازم إعداده وتنفيذه وتوفير حمايته بحيث يطمئن إلى جانب التربية أولاً كونها الرقم الأحادي المطلوب في حساب التعليم والتوجيه ليكون هناك متسع من توجيه المسار التعليمي بدفتيه النظرية والعملية إلى المستوى الذي يراهن من خلاله على تحقيقه للمعدل فوق المطلوب من الحركة التربوية والتعليمية برمتها.

محمد بن سعود الزويد - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved