في المملكة العربية السعودية توجه واضح.. وأكد لبلورة حقوق المرأة السعودية، فقد وقعت المملكة عام 2000م على اتفاقية الأمم المتحدة لحظر جميع أشكال التمييز ضد المرأة، تلك الاتفاقية التي كفلت حق التصويت في جميع الانتخابات والاستفتاءات العامة، والأهلية الكاملة للانتخاب لجميع الهيئات التي تنتخب بالاقتراع العام، والمشاركة في صياغة سياسة الحكومة وتنفيذها، وشغل الوظائف العامة على جميع المستويات الحكومية، والحق بالمشاركة في أية منظمات وجمعيات غير حكومية تهتم بحياة البلد العامة وسياسته الكاملة.
ومنذ عام واحد تقريبا وضمن حوار أجرته جريدة الرياض مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مع رجال الاعمال العرب والامريكيين في المنتدى الاقتصادي العربي الامريكي قال سموه: انه ابتداء من هذه السنة سوف يتم تعيين نساء سعوديات يعملن في الحقل الدبلوماسي وموظفات في وزارة الخارجية.
كما ان هناك توجها رسميا من الحكومة السعودية في توسيع مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركتها الواسعة والفعالة في الحوار الوطني الذي يؤسس لعملية الاصلاح من الداخل في المجتمع السعودي، واعطاء المرأة السعودية الدور الحقيقي في رسم صورة الحياة الاجتماعية ولعب الدور المناسب في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومن اللافت للنظر والمؤكد على الحقيقة السابقة مشاركة أكثر من ثمانين امرأة سعودية من مختلف الأطياف العلمية والمناطق الجغرافية في أنحاء المملكة، في الملتقى الثقافي السعودي وهو الاول من نوعه الذي دعا الى تأسيس حقائق ثقافية في المحيط الاجتماعي، وهو ما من شأنه أن يجعل للمرأة في الثقافة السعودية دورا حقيقيا، يجعلها على اتصال مع تاريخها ويسهم في صنع مستقبلها.
وقد توصل المشاركون في الحوار الوطني الى مجموعة من التوصيات تتناول تحرير المفاهيم والمصطلحات الخاصة بالمرأة وبناء وعي ثقافي يفصل بين العادات والعبادات فلقد دعا اللقاء الى مراجعة وضع المرأة القانوني، وإنشاء اقسام نسائية في المحاكم لتوفير الظروف الملائمة لخصوصية المرأة في المجتمع السعودي وتضمين المناهج الدراسية الحقوق والواجبات الخاصة بالمرأة والتي من شأنها توضيح المفاهيم الصحيحة لدور المرأة وموقعها في المجتمع، ومراجعة وتقويم التخصصات في التعليم الجامعي والمهني وايجاد تخصصات جديدة تلبي احتياجات المجتمع وتتوافق مع قدرات وطموحات المرأة السعودية.
إن المرأة السعودية تواجه اليوم تحديا عليها مواجهته، والاستعداد له بمختلف الوسائل، غير أنها تظل في حاجة الى تفهم حاجاتها وشؤونها، ما يساعدها على التغلب على ما يعترض سبيلها من صعوبات.
ويظل أن للمرأة السعودية نسيجها الاقليمي الذي قد يختلف عن ديباجة المرأة الاخرى، ولها شؤون وشجون هي ادرى بها، وقديما قيل في تراثنا الادبي:(أهل مكة أدرى بشعابها)، ان حقوق المرأة في أي مكان في العالم واحدة، فالمرأة هي المرأة، وفي الوقت الذي تقف فيه المرأة السعودية الموقف المسؤول من قضاياها وقضايا وطنها، وتهب للدفاع عن مواطنتها بكل ما تملك من قدرة وغيرة، في هذا الوقت لايزال هناك بين ظهرانينا من يرى هذه المرأة ليست كفؤا لان يكون لها شأن في مجتمعها، بل ويحارب بكل غطرسة كل امرأة تحقق جزءا من الانجاز، ويقلل من قيمة عطائها حيث كانت، فهل يعي هؤلاء ان التغيير قادم، وان الاصلاح قرار استراتيجي لا عودة عنه، وانهم لا يستطيعون اعادة عقارب الساعة الى الوراء؟ أم انهم مصممون - بلا وعي وادراك- على استمرار نطح صخرة الحقائق، حتى وان كانت النتائج ان تتكسر قرونهم الواهية على صخرة المستقبل المشرق لهذا الوطن؟..... وتاليتها؟!!!!!
|