*غزة - (أ.ش.أ) :
دعا قادة الفصائل الفلسطينية إلى اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية، مؤكدين أهمية المشاركة السياسية والحوار بين الفصائل من أجل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي ان المرحلة الراهنة مرحلة الوحدة الوطنية والتوافق على قواسم مشتركة، وان الفصائل لم تتلق دعوة لجولة حوار جديدة في القاهرة حتى الآن.
وحول موقف الجهاد من المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية أشار الهندي إلى ان هناك اتجاهين الأول تعديل وترميم وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير واعادة الاعتبار إلى ميثاقها والثاني تشكيل قيادة وطنية موحدة، وأضاف الهندي في تصريحات له عقب اجتماع الفصائل يوم الاثنين مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن انه تم خلال الاجتماع بحث سبل مواجهة التحديات في المرحلة المقبلة، مؤكداً مواصلة الحوار الوطني الفلسطيني من أجل التوصل إلى قواسم مشتركة يتم البناء عليها، وطالب بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية كحزمة واحدة، مشيرا إلى أن حركة الجهاد ستلتقي بشكل منفصل مع أبي مازن، وأشار الهندي إلى ان الفصائل الفلسطينية ناقشت مع محمود عباس خطة الانسحاب الإسرائيلي وحالة الانفلات الأمني والحادث الذي وقع في بيت عزاء الرئيس الفلسطيني في مدينة غزة.
وأكد أن حادث اطلاق النار في خيمة العزاء يسيء إلى الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة ترميم الوضع الأمني ليشعر المواطن الفلسطيني بالأمن، ووصف اللقاء بالايجابي والمسئول والجاد حيث تمت مناقشة قضايا أساسية ومهمة مثل الانتخابات والأمن والوحدة الوطنية الفلسطينية وآلية للخروج بالوحدة الوطنية من حيز الشعارات إلى حيز التطبيق والواقع، وقال انه تم طرح عدة صيغ منها اعادة ترميم منظمة التحرير الفلسطينية واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير ميثاقها وقضية القيادة الوطنية الموحدة أو قيادة الطوارئ الفلسطينية، وسيتم التباحث بشأنها من أجل التوصل إلى الأنسب لهذه المرحلة، وتوقع ان تشهد الفترة المقبلة تحركات سياسية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل اخضاع الساحة الفلسطينية.
وأضاف ان الفصائل الفلسطينية دعت لوقف فوري لحالة الانفلات الامني وفوضى السلاح بمعزل عن سلاح المقاومة الذي أكد الهندي انه سلاح شرعي ومسئول ويدافع عن الشعب الفلسطيني ويشرع في وجه الاحتلال ودعا إلى ضرورة وضع حد للتجاوزات التى تحدث بالشارع الفلسطيني للحفاظ على امن المواطن الفلسطيني موضحا ان هذه المسألة لها أولوية لدى الفصائل الفلسطينية. ونبه إلى ان أي انسحاب اسرائيلي محتمل من قطاع غزة من طرف واحد يجب عدم دفع أي مقابل له، وقال فلينسحب شارون إلى الجحيم .. داعيا إلى ضرورة الحفاظ على المقاومة والوحدة الوطنية والتماسك الفلسطيني.
ومن جانبه طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان بضرورة ضبط حالة الانفلات الأمني وترسيخ سيادة القانون وانهاء الفوضى وترتيب الأجهزة الأمنية، وقال ان موضوع وقف اطلاق النار مع اسرائيل لم يتم طرحه خلال لقاء قادة الفصائل مع أبو مازن يوم الاثنين، ولاحقا يمكن لأي شيء أن يناقش، وأضاف انه تم التركيز خلال اللقاء على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية بإصدار قوانين تحدد موعد اجرائها .. ومعالجة حالة الفوضى والانفلات الأمني، واستئناف الحوار الفلسطيني من أجل ترتيب البيت الفلسطيني وفق برنامج مشترك.
وأشار إلى ان القوى الفلسطينية تتشاور حول ما إذا كانت ستشارك في الانتخابات الرئاسية والتي تأتي في إطار شامل تشريعية ومحلية .. مؤكدا ان محمود عباس أكد أهمية المشاركة السياسية .. ودعا إلى الفصل بين رئاسة السلطة التنفيذية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مجدلاوي ان اللقاء مع أبي مازن هو فاتحة للقاءات أخرى وحوار وطني شامل.. مؤكدا أن مشروع ارئيل شارون فك الارتباط لا يجوز ان يكون أساسا لأي مباحثات سياسية على المستويين الاقليمي والدولي لما يحمله هذا المشروع من مخاطر، وأكد ضرورة إعلان أجندة واضحة للانتخابات التشريعية والبلدية والرئاسية وعدم الاكتفاء بإجراء الانتخابات الرئاسية، وقال ان سيادة القانون تتطلب الانتهاء من ظاهرة المرافقين وزعمائهم الذين يشكلون الجرح المفتوح في الجرح الوطني، وهم أساس البلاء الذي شهده الشعب الفلسطيني، في اشارة إلى حادث اطلاق النار في خيمة العزاء نتيجة الاحتكاك بين مرافقي الشخصيات الفلسطينية، ونوه إلى ان رئيس اللجنة التنفيذية محمود عباس كان متجاوبا خلال اللقاء، مؤكدا أهمية تحويل الاطروحات إلى ممارسات عملية تستند إلى الحوار الوطني والمؤسسات الديمقراطية التي تضم الجميع من خلال الانتخاب الديمقراطي .. وطالب بتعديل القانون الانتخابي الحالي وسن قانون عصري يلائم الظروف الراهنة.وأعلن الناطق باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سامي أبو زهري رفض حماس لحالة التفرد التي تحكم الساحة والعقلية الفلسطينية والتي لا تزال متواصلة حتى اللحظة، وأكد أبو زهري ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم القوى الوطنية والاسلامية على قاعدة برنامج وطني مشترك كمرحلة انتقالية حتى يتم إجراء الانتخابات العامة.
وقال ان الاعلان عن اجراء انتخابات رئاسية لا يمكن اعتباره بديلا عن القيادة الوطنية الموحدة لأن الانتخابات ليس مضمونا تنفيذها في الوقت المحدد، وان الشعب الفلسطيني في حاجة إلى رزمة انتخابات واحدة تشمل انتخابات تشريعية وبلدية إلى جانب الرئاسية، ولفت إلى أهمية كبح جماح الأجهزة الأمنية بما يحفظ أمن المواطن الفلسطيني.
وأضاف: يمكن تصبح صيغة منظمة التحرير الفلسطينية الجماعية مقبولة في حالة ما إذا أعيد تفعيلها وصياغتها على أسس جديدة تمكن القوى الاسلامية خارج إطار المنظمة من المشاركة فيها.
وأشار إلى أن الجديد في اللقاء هو رغبة أبو مازن في استكمال الحوار الوطني من خلال لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل وأخرى جماعية خلال الأيام المقبلة، وقال ان موقف حماس من المشاركة بالانتخابات التشريعية سيتحدد عندما يتضح سقفها السياسي والذي سيتم على أساسه المشاركة من عدمها وكذلك الانتخابات الرئاسية ومدى ضمان اجرائها في وقت محدد وعندما نحصل على ضمانات بذلك سيتحدد موقفنا أيضا منها بدقة.
|