Wednesday 17th November,200411738العددالاربعاء 5 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

اتكأ فيها على تجربته الروائية وذائقته البصرية اتكأ فيها على تجربته الروائية وذائقته البصرية
المحيميد يطرق باب أدب الرحلات في كتابه.. ( النخيل والقرميد - مشاهدات بين البصرة ونورج)

ضمن سلسلة سندباد الجديد (الرحلة العربية الحديثة) التي تصدرها دار السويدي للنشر والتوزيع ويشرف عليها الأستاذ نوري الجراح، صدر أخيراً للروائي الأستاذ يوسف المحيميد كتاب (النخيل والقرميد- مشاهدات بين البصرة ونورج).
أهدى المؤلف كتابه إلى: (فاضل البصري) الطفل الذي لم يره منذ اثنين وعشرين عاماً، وأطفال البصرة لحظة قصف طائش.. إلى شطها (وشناشيلها) وعشاقها.
وفي استهلال الكتاب يعرّف الناشر محمد أحمد السويدي سلسلة (سندباد الجديد) بأنها سلسلة تحتفي بأدب الرحلة وتتطلع إلى بعث واحد من أعرق ألوان الكتابة في ثقافتنا العربية، وذلك بتقديم نماذج معاصرة من أدب الرحلة العربي وهي سلسلة موازية للسلسلة التراثية (مائة رحلة عربية إلى العالم) التي شرع في إصدارها الناشر السويدي بدءاً من العام 2001م في إطار مشروع (ارتياد الآفاق) وتهدف هذه السلسلة إلى احتضان النصوص الحديثة في أدب الرحلة العربي وكذلك نصوص الكتاب العرب عن المكان، والنصوص الأدبية المستلهمة من الأسفار ومدونات التراث الجغرافي العربي والإسلامي في مسعى قصده تشجيع المؤلفين على مقاربة هذا اللون من الأدب القائم على الخبرات الشخصية في العلاقة مع المكان، والحركة عبره، والإطلال على الطبيعة والناس والعمران وما تزخر به الحياة الحديثة في الجغرافيات المختلفة من اختلاف في أحوال الإنسان ومعاشه ونشاطه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وميوله وعاداته وتقاليده وحياته الروحية.
ويذكر المؤلف المحيميد في معرض حديثه عن الكتاب في المقدمة: لم يكن أدب الرحلات أحد أنواع الأدب التي اشتغلت عليها، رغم تقاطعه الحميم مع فن القصة والرواية، تماماً كما هو شأن أدب السيرة الذاتية، الذي لم يزل يسمى أدب سيرة ذاتية رغم اقترابه المدهش من عالم وفضاء الرواية. كنتُ أدون مشاهداتي ويومياتي في معظم ما أقوم به من رحلات، ليس بقصد إنجاز كتاب وصف أو أدب رحلة، بل كمشاهدات تحرّض المخيلة حيناً، وتغذي الذائقة البصرية حيناً آخر. إذ إن كتابة يوميات عن مكان ما تهبُ هذا المكان شرعية البقاء في الذاكرة، فلا يصبح مشهداً عرضياً، وإنما مكاناً محسوساً ينبض بالحياة، عبر تفاصيله وملامحه وشخوصه وألوانه وطبيعته وكائناته، مكاناً محسوساً وضاجّاً بالحياة بكل مافيه، من جزئيات تفاصيله الصغيرة، كأنواع أدوات المنازل ومشابك الغسيل والسجاد واللوحات، وحتى ما يحمله من ملامح مكانية كبرى كالبنايات الشاهقة والعتيقة ومناظر الطبيعة من جبال وسهول وبحار وأنهار، مروراً بشخصيات ونماذج إنسانية نادرة، عبر سلوكها وأفعالها اليومية وصفاتها وملابسها ورؤاهاوفي مقطع آخر من المقدمة يقول المؤلف: من هنا أتساءل، هل نحن الغرباء في بلاد أجنبية نحقق شيئاً من تلك الدهشة لهم؟ هل كتابتنا عن الشجر الضخم في أوروبا، وعن الثلج المتساقط في كانون، وعن الطيور الملوّنة التي لا تكفّ عن الغناء، هل يلفت نظر ممن اعتاد هذه المشاهد، وألفها بصرياً، فلم تعد تجلب له المتعة والدهشة، التي جاء للبحث عنها في صحرائنا؟ إنني أحلم أن نكون قد أضفنا شيئاً، سواء بالنسبة للقارئ العربي الذي لم يزر مثل هذه الأماكن، أو لقارئ آخر لم تعد هذه الأماكن تشكل له زاداً بصرياً بحكم العادة والألفة.
ويختتم المؤلف مقدمة الكتاب بالقول: أخيراً، هل قلت شيئاً لافتاً ومؤثراً في صفحات هذا الكتاب، هل قدمت وقائع حزينة تفيض من حوافها الكآبة، وقائع طريفة تسيل من مشاهدها الضحكات، هل رصدت معالم المكان والأنحاء، هل وصلت أنفاس المكان ورائحته إلى القارئ؟ أتمنى ذلك.
احتوى الكتاب على مشاهدات المؤلف وزياراته لعدد من الدول والمدن المختلفة بالعالم وتسجيله الدقيق لملاحظاته التي تعتمد على ذائقته البصرية وحسّه الأدبي ومعرفته بالأماكن وقراءته الواعية لها ولشخوصها وطبيعتها وحياتها فنقرأ زيارته للكويت عام 1980م والبصرة في نفس العام، والدوحة عام 1987م والقاهرة 1991م وبيروت 1997م ولندن -نورج 1998-1999م.
الأجمل في الكتاب أن تدوين المؤلف يوسف المحيميد ليوميات رحلاته اتكأ فيه على حسه الروائي والقصصي فتقرأ لهذه اليوميات وكأنها قصص وهي في الحقيقة مشاهدات واقعية ولكن الأسلوب الأدبي أضفى عليها طابعاً سحرياً كأنها رواية أخرى للمحيميد في فصول متفرقة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved