خرجت علينا بعض الأخبار والأقوال التي تحمّل إسرائيل مسؤولية وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات وتقول إنها - أي إسرائيل - قد قامت بسم عرفات بسم إشعاعي أدى إلى وفاته.. والبعض يطالب بتشريح جثته للوقوف على حقيقة الأمر.. هل مات عرفات أم أُميت بفعل فاعل!!
تتفرع خيوط القضية بعيداً عن مضمونها.. بدلاً من إعادة الوقوف بثبات ولم شمل المنظمات الفلسطينية على كلمة سواء يذهبون هنا وهناك ويطيلون الوقوف على موضوع هو على هامش القضية.. قلنا من قبل على كل الأحوال فإن عرفات مات..! ربما كل هذه المحاولة إلصاق لقب الشهيد على الراحل.. لكن نذكر سيدنا خالد بن الوليد رغم كل المعارك التي خاضها.. ولم يكن جسده يخلو من طعنة أو أثر لجرحٍ إلا أنه مات على فراشه.. فالشهادة شيء يهبه الله لبعض الناس وليس معنى هذا التقليل من قدر عرفات أو المقارنة بينه وبين سيدنا خالد بن الوليد ولكن دعونا من اللغط جانباً ولننظر ماذا يعد الإسرائيليون خلف كواليسهم السياسية ونستعد بكل ما أوتينا من قوةٍ لمجابهة مكرهم ومحاولة بث روح الفرقة بيننا.. ولتكسب إسرائيل مزيداً من الوقت لتفعل ما تشاء وقتما تشاء!!
ثم حتى لو مات عرفات سماً وماذا لو اعترفت إسرائيل أيضاً بهذا.. ماذا نحن فاعلون؟!.. ألم تقتل من قبل الشيخ أحمد ياسين- رحمه الله- عقب خروجه من صلاة الفجر قصفاً من مروحياتهم.. ثم تلاه عبدالعزيز الرنتيسي- رحمه الله- أيضاً.. ماذا فعلنا؟! أخذنا نصيح في الفضاء ولا أحد يسمع صياحنا لأنه غير ذي جدوى من كل الأوجه.. لنفض هذا السخف الدائر حول طبيعة الوفاة وحول طبيعة العلاقة بين الفصائل الفلسطينية ولننظر إلى شيءٍ واحد الآن هو إمكانية قيام انتخابات حرة ونزيهة للفلسطينيين لاختيار خليفة لعرفات. أعتقد أن هذا هو الأهم.. قبل أن نفاجأ بمنع إسرائيل من إقامة انتخابات فلسطينية لهوى في نفسها.. ثم نفاجأ أيضا بسيناريو جديد لا نعلم تفاصيله.. ويكون الجميع كالعرائس المعلقة بخيوط تحركها ولا يرى الجمهور الأيدي التي تحرك تلك الخيوط - افيقوا يا سادة.. ولنترك عرفات في قبره له ما له وعليه ما عليه حتى ولو مات مسموماً..!!
|