في مثل هذا اليوم من عام 1945 وفي حركة أثارت الكثير من الجدل، قامت الولايات المتحدة باستقدام ثمانية وثمانين عالماً ألمانياً للمساعدة في إنتاج تكنولوجيا الصواريخ. وكان أغلب هؤلاء العلماء يعملون تحت إمرة النظام النازي، وتساءل النقاد في الولايات المتحدة عن مدى أخلاقية وضعهم في الخدمة الأمريكية. وقد رحبت الحكومة الأمريكية بهؤلاء الرجال، إذ أنها كانت في أمس الحاجة للحصول على الحذق والبراعة العلمية التي أنتجت الصاروخين الألمانيين الرهيبين والمدمرين V-1 ،V-2 أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تخشى من استخدام الروس أسراهم من العلماء الألمان للوصول إلى نفس الغرض.
وقد تكتمت المؤسسة العسكرية الأمريكية على سرية العملية، وعند الإعلان عن المشروع أشار المتحدث باسم الجيش إلى أن بعض العلماء الألمان الذين عملوا على تطوير الصاروخ قد تطوعوا للمجيء إلى الولايات المتحدة والعمل بأجر معتدل جداً.
وعند وصولهم إلى الولايات المتحدة لم يسمح لرجال الصحافة والمصورين بمقابلتهم أو التقاط الصور لهم. وبعد أيام قليلة، زعم أحد المسؤولين السويديين أن العلماء كانوا أعضاءً في الفريق النازي في بينيموندي حيث تم إنتاج الصواريخ V.
وقد استمرت الحكومة الأمريكية في إبقاء الوضع مبهماً إلى حد ما، مشيرة فقط إلى أنه تمت الاستعانة بالعلماء والفنيين الألمان وذلك لانتهاز الفرصة للاستفادة من خبراتهم العظيمة.
وكان هذا الموقف هو أحد المواقف الكثيرة المتصلة بالحرب الباردة إذ كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي اللتان تحالفتا ضد ألمانيا والنظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية تخوضان معركة شرسة للحصول على أفضل العلماء وأكثرهم ذكاءً والذين ساهموا في تسليح القوات الألمانية لبناء نظم تسليح هددت العالم.
|