أتى على الناس حين من الدهر - في المشهد الشعبي - لا يعرفون إلا الشعر، والنقد تلك القضية التي (ألهت بني تغلب عن كل مكرمةٍ)! في واقع الأمر لم يظهر حتى يغيب! إلا منذ سنوات بشكل محدود جدا، وغياب النقد أو عدم ظهوره بلا شك يحتاج إلى بحث ودراسة عميقة، الأمر الذي يجعلنا نطرح عدة أسئلة لعلها تكون مدخلا ومفتاحا لفض بكارة هذه القضية العائمة الشائكة! وهذه القضية - غياب النقد - تكاد تكون غريبة الوجه باليد واللسان! فالناقد يقول هل يوجد شعر في هذه المرحلة - أصلاً - حتى ينقد؟!! والشعراء يرمون كامل المسؤولية إلى أرباب الأدب والنقد يرون أنهم يتحاملون عليهم ويصفونهم بعدم الإنصاف! وفي تقديري المتواضع أن المسألة ربما تكون بين هذا وذاك، فالشعر لا نقول إنه قد قضى نحبه ونبالغ ونغالي! بل الشعر الجيد موجود لكنه قليل! هذه بعض الحقيقة أما النقد فنقول لعل في السقا بقية ماء! فالنقاد قلة، أما لماذا هم قلة؟! فهذا هو بيت القصيد وهذا هو الشاهد وتلك هي القضية ففي تقديري أن الناقد موجود لكنه يعيش في الظل، فالبعض من النقاد ليست لديه - أصلاً - قناعة بما يحدث في الساحة والمشاهد برمته، فليس هناك شعرٌ جاد أو بقايا شعر! وقسم ليست لديه قناعة بالشعر الشعبي على عكس الفصيح! وفي تصوري أن الشعر الشعبي حقيقة متواجدة وله متذوقوه وهذا الشعر مع نقده أصبح ثقافة سائدة لا يمكن تجاهلها إطلاقاً هذه هي بعض الحقيقة.
|