تعليقاً على التصريح الذي نشرته (الجزيرة) على صفحتها الأخيرة ، الذي أشار فيه وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الدعوة والمساجد الشيخ عبد العزيز العمار الى ترك بعض الأئمة المساجد في العشر الأواخر والذهاب لقضائها في الحرم وأداء العمرة ، وأن ذلك فيه إثم .. أقول انه أيضا وفي هذه الأيام المباركة يزداد حرص الناس على الاستماع إلى الآذان ، ولا سيما آذان المغرب لأنه يرتبط بإفطارهم فيشتاقون إلى سماعه ، فلهم عنده فرحتان كما جاء في الحديث .. وتبلغ عندهم ذروة الفرح ونشوته عند الاستماع للكلمات الأولى منه !! وقد لا ينصتون إلى بقيته وقد لا يرددون مع المؤذن !!
فكثير من الناس عندما يستمع إلى المؤذن ، فإنه يريد معرفة دخول الوقت فقط ، وكذلك كثير من المؤذنين كأنه فقط يريد إعلان دخول وقت الصلاة! فلا يحسن أداء الأذان ولا يجمله بصوته ، بل ينقلب الآذان عند بعض المؤذنين إلى ضجيج بل قد ينقلب عند بعضهم إلى كلمات لا يفهم لها معنى ، ومدود لا وجود لها في لغتنا.
لقد كان - صلى الله عليه وسلم - يختار من صحابته - رضي الله عنهم - أنداهم وأجملهم صوتاً للآذان ، ولذلك اختار بلالا - رضي الله عنه - وعبد الله بن أم مكتوم - رضي الله عنه -.
إن الآذان بكلماته الخالدة التي تنطلق من الأرض وكأنما هي نازلة من السماء !! هي إعلان دستورنا ، ففيها كمال التوحيد ، وجلال الدين وعظمته..
وكما قال الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في إحد كتبه الرائعة عندما تحدث عن الآذان فقال : ديننا دين الفضيلة الظاهرة ، والحق الأبلج لا حجب ولا أستار ولا خفايا ولا أسرار ! هو واضح وضوح المئذنة أفليس فيها ذلك المعنى ؟
هل في الدنيا جماعة أو طائفة تكرر مبادئها على السطوح وتذاع خمس مرات ؟ إن الآذان هو الخط الأول للصلاة ! إنه شعارنا الذي تردده مآذننا في أرجاء الأرض المسلمة خمس مرات كل يوم .
يقول المؤذن : حان موعد وقوفكم بين يدي الله فاتركوا كل أمر من أمور الدنيا مهما كان كبيرا فالله أكبر .. فيا طوال الأعناق بارك الله فيكم احرصوا على تحسين الآذان وتجميله بأصواتكم !
فالقلوب تهفوا إلى الأصوات الجميلة ، فكيف إذا كانت هذه الكلمات التي تحسن وتجمل هي إعلان دستورنا الخالد ، والذي يعلن خمس مرات كل يوم.
هذا هو ديننا ، دين معلن ، عقائدنا نعلنها خمس مرات كل يوم من المآذن (الله أكبر) لا نستكبر أحدا إن كنا مع الله ، ولا نخاف أحدا لأن الله أكبر من كل شيء (أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله) هذا هو دستورنا ! (حي على الصلاة) على العبادة والطاعة والعمل لما بعد الموت .. (حي على الفلاح) أي كل ما فيه نجاحنا في الدنيا والآخرة .. (الصلاة خير من النوم) يسري في هدأة الليل ونحن نيام لنترك النوم ونذهب إلى بيت الله خاشعين نرجو رحمته ومغفرته !! .. فيا طوال الأعناق وفقكم الله كونوا عونا لنا على تدبر هذه الكلمات الخالدة ولاتفقدونا روعتها وجمالها وسمو معانيها .. والله يرعاكم ويكتب لكم الأجر والثواب.
راشد بن محمد التميمي
إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض/قسم اللغة العربية |