Tuesday 16th November,200411737العددالثلاثاء 4 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الماء مصدر حيوي لا غنى عنه!! الماء مصدر حيوي لا غنى عنه!!
د. زيد بن محمد الرماني/ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود - عضو جمعية البيئة السعودية

الماء العذب مورد حيوي لا غنى عنه إلا أنه نتيجة للضغط السكاني، فإن نصيب الفرد منه آخذ في التناقص المستمر.
تقول آن بير في كتابها (الماء مصدر حيوي): لتوافر قدر محدد من الموارد الطبيعية تأثير حاسم على نوعية حياتنا، بل وعلى بقائنا في كثير من الأحوال.
ويختلف الماء الذي هو مصدر للحياة كلها، عن الموارد الأخرى من حيث إنه لا بديل له، إذ إن النشاطات اليومية كالشرب والاغتسال وري المحصول تعتمد جميعها على موارد المياه غير أنه نتيجة للضغط السكاني، فإن نصيب الفرد من الماء العذب في نقصان مطرد. وحتى أن البلدان التي اعتادت وجود وفرة من الماء فيها، تعاني حالياً أو ستعاني في القرن القادم من عجز لايعرف مداه. فإلى أي مدى سنمضي وما الثمن الذي سندفعه.
لقد زاد استهلاك الماء على المستوى العالمي عشرة أضعاف منذ بداية هذا القرن، وتعزى هذه الزيادة المتفجرة إلى اتجاهين مترابطين: تضاعف عدد سكان العالم نحو أربع مرات، من 1.6 بليون في عام 1900م إلى 6.2 بليون متوقع الوصول إليها في عام 2005م، في حين زاد استهلاك الفرد زيادة واضحة. وفي عام 1940 كان معدل استهلاك الفرد من المياه في جميع الأغراض 4م3.
وبحلول عام 1990م تضاعف هذا الرقم وفي البلدان النامية بلغ معدل الاستهلاك الشخصي السنوي بالنسبة لاحتياجات الزراعة والصناعة والاستعمال المنزلي نحو 1200م3 من الماء العذب.
وفي العالم النامي ينخفض استهلاك الفرد بشكل عام إلى 52م3 في العام وباستعراض الاستهلاك المنزلي كبند منفصل، نجد أن أعلى مستوى سجل بالدول الصناعية وهو 700 لتر في اليوم، وهي كمية تساوي أكثر من 24 ضعفا للكمية المستخدمة في الدول النامية.
إنّ الارتباط بين مستوى المعيشة واستهلاك المياه ارتباط وثيق للغاية. فعند مقارنة مستويات التنمية قد يتفاوت الطلب على الحياة تفاوتاً كبيرا.
وقد قدرّت جيان مارجت المتخصصة في علم حركة المياه أن النسبة بين كميات المياه المستخدمة ووحدة إجمالي الإنتاج القومي قد تصل بالنسبة من 1 إلى 1000. ويرجع ذلك في أحد جوانبه إلى الأهمية النسبية للزراعة في النشاط الإنتاجي، وفي الكفاءة أو من ناحية أخرى في استخدام الماء للري.
وتتوافر الكثير من التقنيات القديمة أو الحديثة لتفادي العجز ومنع التبديد والإسراف وباستخدام هذه التقنيات يمكن تقليل استهلاك الزراعة للمياه ما بين 10 و50 في المائة، وخفض الاستهلاك الصناعي للمياه من 40 إلى 90 في المائة. في حين أن الاستهلاك الحضري عن طريق الصيانة وإدارة الطرق السريعة يمكن أن ينخفض بمقدار الثلث.
ويعتمد أي انخفاض في الاستهلاك المنزلي أساساً على سلوكيات المستهلك. لذا فمن واجب الدولة أو البلديات تقديم المعلومات التي تجعل الناس على وعي بمسؤولياتهم.
إن النمو السكاني المستشرف من الآن وحتى سنة 2050م سيكون أشد في البلدان التي وصلت الأمور فيها إلى حالة الخطر، أو الندرة النسبية أو الندرة الخطرة، بينما سيبقى عدد سكان البلدان ذات الوفرة في الماء ثابتا إلى حد ما.
وتأسيساً على أحدث تنبؤات الأمم المتحدة سيصل تعداد السكان المرتبطين بالبلدان التي تعاني من النقص إلى 4.5 بليون ي عام 2050م وهو نفس عدد السكان تقريبا المرتبطين بالبلدان المزودة جيداً بالماء.
إنّ وسيلة علاج ندرة الماء لا تتأتى من خلال التخفيض الحاد في نمو السكان، أو من خلال التخفيض الحاد في الاستهلاك، ولكنها تتأتى من خلال توحيد الإجراءين، السكان والاستهلاك يتسم بالحكمة والترشيد.
ويجب التأكيد على أنه في تلك البلدان التي يكون فيها توريد الماء أقل ما يكون، غالبا ما يستمر نمو السكان بمعدل من الصعب تحمله لكن إبطاء النمو السكاني، رغم أنه يمنح مزيدا من الوقت للبحث عن حلول، فإنه لا يمكن اعتباره حلا لمشكلات الماء وموارد الحياة.
والمضي بلا تخطيط، كما هو حادث على نحو واسع في الوقت الراهن، سيكون أمراً غير سليم، نظرا للتهديدات الوشيكة لندرة المياه، وتوقي السلامة خير من الوقوع في الندم وإن علينا أن نطبق المبدأ الوقائي.
إنّ المستقبل يكمن في تطوير استخدام ماء قليل الملوحة وتكرير ماء النفايات. وملاحقة للثورة الخضراء. إنّ الوقت قد حان للثورة الزرقاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved