Tuesday 16th November,200411737العددالثلاثاء 4 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أي عيب في أن يعرف الناس اسم أمك؟ أي عيب في أن يعرف الناس اسم أمك؟
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط(*)

لست أدري ما الحكمة من تسمية مدارس البنات بالأرقام والإصرار على ذلك مع أن تاريخنا الإسلامي وتراثنا الأدبي العربي مليء بأسماء الماجدات والنساء الفضليات اللاتي درسنا تاريخهن وأفعالهن في مدارسنا ودونت أسماؤهن في مناهجنا وأصبح لهن بصمات بيضاء لا يمكن أن يمحوها الزمن.
أسماء الصحابيات والأديبات والمفكرات والمثقفات ونساء لهن أياد بيضاء في أعمال البر والخير، ما المانع أن تخلد بأحرف من نور تضاء فوق كل باب مدرسة من مدارس البنات في المملكة لتكون تذكارا لهن ودروسا للأجيال الحاضرة ولتعلن لهم ولهن بأن هذه الأسماء عاشت خالدة وأن في إعلانها درسا وطنيا وأن الدين الإسلامي لم يحرم إطلاق أسمائهن بدليل أن أسماء أمهات المؤمنين زوجات الرسول محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام معروفة لنا ومسجلة في كتب السيرة والتاريخ والتراجم وأن معرفة الجيل الحاضر لها يدخل في غرض القيم الفاضلة والتي عرفت من خلال ارتباطها بتلك الأسماء لنساء خالدات.
أنا اليوم لا أتجول في مدينة من مدن بلادنا الحبيبة إلا وأقرأ تلك الأرقام المتسلسلة على يافطات مدارس البنات حتى وصلت إلى أرقام كبيرة قد لا تحفظ وقد تنسى وقد تزول من الذاكرة من المدرسة الأولى إلى المائة والعشرين.. المائة والواحد والعشرين.. وهكذا والله يعلم كم سيصل الرقم في مدينة كمدينة الرياض أو جدة أو.. أو.. إذا ما الحرج عندما نقرأ يوما (ابتدائية الخنساء) فتتعلم التلميذات من تاريخهن أن الخنساء تماضر بنت عمرو الشاعرة المجيدة تغنى الأدباء والمفكرون بشعرها حينما رسمت على خد الزمان دمعة رثاء وهي من نساء العرب الشهيرات وقد ذكرت أسماؤهن في كتب التاريخ والأدب؟
وماذا يمنع أن يقال هذه ثانوية ذات النورين أسماء بنت أبي بكر وهذه متوسطة رابعة العدوية وهذه ابتدائية ليلى الأخيلية وتلك متوسطة بنت الشاطئ.. لو فعلنا لوجدنا أنفسنا أمام لوحة تستعرض أسماء يجب أن تحفظ وتعرف وتخلد بذكرها.
أنا أطرح الموضوع كقضية ليتم مدارستها ويبت فيها فنحن في مرحلة تتطلب أن نرقى بفكرنا فيها إلى ما يجب أن نكون فيه بداية برمي كثير من مخلفات العادات والتقاليد البالية التي لا يقرها الدين ولا يحض عليها الشرع ولكنها مورست بفعل قانون العيب وهي في ذاتها عيب وأي عيب في أن يعرف الناس اسم أمك؟! وهناك أسر اشتهرت بأسماء نسائها الشهيرات.
هذا قبل أن نرى أجيالنا من البنين والبنات قد حفظوا بمهارة وحرفنة أسماء الفنانين والفنانات والراقصين والراقصات والمغنين والمغنيات وأطلقوها على موضاتهم ورسموها في خيالاتهم بينما هم يجهلون أسماء نساء عربيات ومسلمات شهيرات عندما تذكر تحمل معها ألف حكاية وحكاية في المثل والقيم والخلق تحكى تحت كل اسم من أسمائهن بكل فخر وزهو.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved