Tuesday 16th November,200411737العددالثلاثاء 4 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

المراهق والدورات التدريبية في المرافق المراهق والدورات التدريبية في المرافق
هدى عبد الرحمن المشحن / عنيزة

من منَّا خلا أو سيخلو بيته من مراهق بجنسيه الذكر أو الأنثى وإن اختلف المصنفون على التسمية أو تحديد الزمن العمري لها؟ فلا نختلف أبداً على الانفعالات، والحاجات النفسية فيها والمشتركة في أغلب البيئات، فهي لا تعترف بجغرافية الزمان أو المكان، وهي مرحلة نمو لا بد أن يمر بها عمر الإنسان كما هو السمع والبصر، والطول، والعقل حتى يصل مرحلة النضج؛ ومن هنا لنا وقفات مع هذه الفئة.
ونظراً للخطوات الواسعة للعلم في بلادنا، والانفتاح الملموس، وتحضر الوعي والتطور في سبل عديدة، ظهرت في الساحة برامج تعرف بالدورات التدريبية، ودعت لها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، ومنها الدورات المقامة في تحسين العلاقات الزوجية، وفي الإلقاء وفي فن التخاطب والحوار، وفي رسم خطط المستقبل، وفي علاقات الموظف برئيسه، وفي الأهداف وفي فن الاستماع.. إلخ.
ونقول: أين هذه الدورات من حياة المراهق والتعامل معه؟ بل أين هذه الدورات التي أقيمت من تفعيلها على أرض الواقع؟ وهل تمَّ تطبيقها؟ وهل رصدت لها الأنظمة والخطط لتخرج عن نطاق المتدرب، وقاعات المتدربين؛ حتى لا تكون ترفاً؟!
وإن كانت هناك دورات أقيمت للتعامل مع المراهقين فأين مواقعها في مرافق الحياة؟ فهذه الفئة بالذات هي الأحوج لتكثيف الجهود من أجلها، ولا تكون الدورات عامة والمقياس فيها الرغبة في التدرب، ولكن يجب أن تنظم أولاً من المرفق الحيوي الذي يتعامل مباشرة وبشكل شبه يومي مع هذه الفئة؛ أي دورات إلزامية. وإن كانت هناك تساؤلات فهي أيضاً مقترحات لتلك المرافق والجهات، وأهمها:
أولاً: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ألا يمكن أن يكون بين رجال الهيئة الأفاضل من هم تلقوا دورة تدريبية في كيفية التعامل مع هؤلاء المراهقين والسبل الصحيحة لأمرهم بمعروف أو نهيهم عن منكر، حتى نجعل من هؤلاء الشباب رجال هيئة آخرين - بإذن الله - بدلاً أن يكونوا متحاملين عليهم، رافضين نصحهم!
ثانياً: إدارة المرور
ألا يحتاج هذا الجهاز بالذات إلى تدريب بعض عناصره المكلفين بإمساك (توقيف) المراهق المخالف على غير التعامل مع الراشد المخالف، لنتمكن مع هذا المراهق من تطبيق الأنظمة واحترامها بدلاً من الخروج عليها، ورفضها والتمرد الملموس من كثير من المراهقين.
ثالثا: إدارة المدارس
هي معاقل التربية قبل التعليم، ومن هنا ألا يحتاج وكلاء المدارس خاصة إلى دورات تدريبية في كيفية احتضان الطلاب المراهقين والوقوف على مشاكلهم وهمومهم وأسباب تقصيرهم وانحرافهم؛ فوكلاء المدارس خاصة أصبحوا الآن يقومون بدور المدير التنفيذي والمرشد التنفيذي والمدرس التنفيذي؟!
والتساؤل الأكبر: كيف ندعو إلى إقامة دورات تدريبية في إتقان فنون الحوار، والإلقاء، والثقة بالنفس، وإلى الجرأة الأدبية، ونحن نقتلها في سلوكنا مع أبنائنا المراهقين في مرافقنا الحيوية التي يلمسها المراهق نفسه في واقعه اليومي داخل المدرسة أو في الشارع - إذا استثنينا دور الوالدين الأعظم -؛
فهؤلاء هم عدة الوطن وذخيرته - بإذن الله؟
ونحن في حاجة إلى شباب أصحاء نفسياً لنصنع معهم وبهم مستقبلاً قوياً بقوة نفوسهم لا بقوة سواعدهم وعضلاتهم فقط.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved