تزداد مساحات الكراهية ضد المسلمين في دول الغرب عامة ، وتشعل تصرفات وتصريحات عدد من العنصريين وخاصة السياسيين والفنانين وبعض نجوم الرياضة الحملة العنصرية ضد المسلمين ، مثلما أدى قتل المخرج الهولندي تيوفان جوخ الذي كتب وأخرج فلماً وثائقياً بشأن العنف ضد المرأة في المجتمع المسلم ، وقد أثار هذا الفلم الغضب في أوساط المسلمين في هولندا الذين يشكلون ستة في المائة من عدد سكان هولندا ، ولأن الأعمال المنحرفة تؤدي إلى ردود أفعال منحرفة ، فقد أقدم شاب مسلم يحمل الجنسية الهولندية على قتل المخرج الهولندي العنصري.
وحتى عمل المخرج يعد انعكاساً للحالة العنصرية وتنامي الكراهية في عدد من الدول الأوربية ، وخاصة هولندا التي تشهد تصاعد شعبية اليمين المحافظ من ورثة السياسي العنصري المعادي للهجرة الإسلامية (بيم فورتيون) ، اليمين الهولندي وجد في قتل المخرج تيوفان جوخ الإشارة لتنفيذ أعمال عنف ، لإرهاب الجالية المسلمة في هولندا وإجبارها على ترك هذا البلد الأوروبي ، الذي كان وإلى وقت قريب يعد من البلدان التي تتميز بحسن تعامل أهلها مع المهاجرين واتصافهم بالتسامح.
هذه الصفات التي كانت تميز هولندا وأهلها دمرها العنصريون الذين تحولوا إلى إرهابيين ، وقاموا بإحراق العديد من المساجد والمدارس ومنازل المسلمين ، وهذا ما دفع بعض المسلمين المقيمين في هولندا إلى الرد على هذه الأعمال فقاموا بتنفيذ حرائق انتقامية.
هذه الموجة العنصرية من قبل اليمين الهولندي التي تجد استجابة كبيرة من قبل شرائح عديدة من الهولنديين ، تحاول قيادات إسلامية مواجهتها بالدعوة إلى الحوار والتسامح وإظهار الصور الجميلة للدين الإسلامي والأعمال الجيدة للمسلمين وإسهاماتهم في الحضارة العالمية والغربية بصفة خاصة ، وقد استثمرت الجماعات الإسلامية والمساجد في المدن الهولندية مناسبة عيد الفطر المبارك ، ونظمت لقاءات واحتفالات مفتوحة ودعت الهولنديين جميعاً للمشاركة في الاحتفالات والتعرف عن قرب على المسلمين وسعيهم الدائم للسلام والتسامح والتعايش مع الأقوام الأخرى.
|