* الفلوجة - (رويترز) :
لا غذاء لا ماء ولا مساعدات.. ومع القتال العنيف الدائر في مدينة الفلوجة العراقية التي تتناثر الانقاض في شوارعها ، وتخيم سحابة من الدخان عليها ، باتت ألوف الأسر العراقية محرومة من امدادات هي في أشد الحاجة اليها.
ووصلت سبع شاحنات تابعة للهلال الأحمر وسيارات إسعاف إلى المستشفى الرئيسي الكائن عند المشارف الغربية للمدينة ، لكن مازال من الخطر للغاية عبور نهر الفرات لتوصيل المساعدات للسكان ومنهم مئات الأطفال الذين قطعت عنهم الامدادات منذ ستة أيام.
وقال أحد السكان في اتصال هاتفي من حي الضباط بوسط المدينة أمس (وضعنا صعب جداً) ، وأضاف (ليس لدينا غذاء أو ماء ، أولادي السبعة يعانون جميعاً من إسهال حاد ، أصيب أحد ابنائي بشظية وهو ينزف ولا يمكنني عمل شيء لمساعدته) ..
وتابع الرجل الذي عرف نفسه باسم أبو مصطفى أنه شاهد القوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي في الشارع الذي يسكنه في حين دوت الانفجارات ، (هناك جثث ممدة في الشارع) .. وأضاف ابو مصطفى أنه يعرف ست اسر في الجوار يعانون مثله ثم انفجر في البكاء ، وقال مازلنا صائمين رغم أن العيد حل.
ووصفت وكالات الإغاثة الوضع في الفلوجة حيث بدأت القوات الأمريكية والعراقية هجوماً شاملاً يوم الإثنين الماضي لسحق المقاومة بأنه كارثة إنسانية.
وفر نحو نصف سكان الفلوجة وعددهم 300 الف نسمة اثناء الغارات اليومية التي كانت تشن على المدينة استعدادا للهجوم الشامل ، لكن الالاف ظلوا محاصرين فيما احتدم القتال حولهم ، وليس هناك إحصاءات عن أعداد القتلى والجرحى من المدنيين ، لكن روايات شخصية عن الألم والجوع والخوف ترد من المحاصرين داخل المدينة ، ويقول بعض السكان إن الهواء مشبع برائحة الجثث المتحللة .. ويقول آخرون إن الأطفال يموتون لان الحصول على مساعدة لهم أمر في غاية الخطورة.ودفنت احدى الأسر طفلا في التاسعة من عمره في حديقة بعد أن نزف حتى الموت لعدة ساعات إثر إصابته بجرح في المعدة ، ويقيم آلاف النازحين في مخيمات إيواء خارج المدينة أو مع أقاربهم.
وقال محمد علي شلال (65 عاما) وهو سائق شاحنة فر يوم الجمعة ويقيم مع قريب له في العامرية المجاورة ، حيث يقيم 20 شخصا في شقة من حجرتين (إنه أمر مروع ، لم يكن لدينا ماء أو كهربا ، رأيت جثثا ملقاة في الشارع ودبابة تمر فوقها) .. وأضاف (كنا نأكل الخبز الجاف ونشرب مياه قذرة ، لا أصدق أنني بخير واتحدث معك الآن).
وقال إن القوات طلبت من السكان عبر مكبرات صوت التوجه إلى مسجد محلي حيث جرى استجوابهم ، واضاف (تركوا كبار السن يذهبون واحتجزوا الشبان).
وقال جمال الكربولي السكرتير العام لجميعة الهلال الأحمر إنه مازال ينتظر إذنا أمريكيا لدخول الفلوجة .. وقال (إذا كان لدينا أي أمل في الدخول سننتظر هنا لليلة أخرى إذا تطلب الأمر .. وإلا سنعود لعامرية الفلوجة ونوزع السلع هناك) ، وتم قبل الهجوم إيواء عشرة آلاف على الأقل من سكان الفلوجة في بلدات مجاورة مثل العامرية والحبانية.
|