* الفلوجة - الوكالات:
ما زالت مجموعة من المقاتلين المتجمعين في جنوب الفلوجة تتصدى للقوات الأمريكية بينما أعلن مصدر عسكري أمريكي صباح أمس الاثنين ان 38 جندياً أمريكياً قتلوا و275 آخرين جرحوا في اليوم السابع من الهجوم على مدينة الفلوجة العراقية التي يواصل العسكريون الأمريكيون يتصدون فيها لجيوب المقاومة. وجاء في بيان للجيش الأمريكي ان ثلاثة من القتلى قتلوا في حادث ليس على علاقة بالمعارك الدائرة منذ الاثنين الماضي.
وفي بيان آخر مستقل عن الأول أعلن الجيش الأمريكي ان القسم الأكبر من مدينة الفلوجة أصبح تحت السيطرة ولكن العمليات لم تنته بعد.
وأشار الجيش الأمريكي إلى أن خمسة جنود عراقيين قتلوا وأن 1200 مسلح قتلوا أيضا في هذه العملية وهي الأعنف منذ غزو البلاد العام الماضي. وأوضح الجيش ان (طيران القوة المتعددة الجنسيات قام خلال الساعات الـ24 الأخيرة بعدة مهمات دعم حيث هاجم القوات المعادية المتحصنة في عدد من المباني في المدينة). وقصفت إحدى الطائرات خندقا تحت الأرض متصل بأنفاق في جنوب البلاد، وخشية حصول أزمة إنسانية في الفلوجة، يشدد العسكريون الأمريكيون على أنهم يعالجون الجرحى المدنيين في المدينة.
ويطلب الجيش من السكان بمكبرات الصوت للحضور إذا كانوا بحاجة لأي مساعدة طبية، وتم نقل الجرحى المدنيين إلى المستشفى العام الذي أعيد تزويده بالماء وإلى مستشفى آخر يقع في شرق المدينة، وأرسل الهلال الأحمر العراقي سبع شحنات من المساعدات الغذائية والدوائية إلى المدينة، لكن القوات الأمريكية صادرت المساعدات داخل المستشفى الرئيس الذي تسيطر عليه في الفلوجة الواقع على المشارف الغربية للمدينة.
وقال قائد مشاة البحرية الأمريكية: إن القوات الأمريكية تعمل على تقديم المساعدات للمدينة بنفسها، وأضاف أن أي عراقيين يحتاجون المساعدة سينصحون بالتوجه إلى المستشفى.
وذكر رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أنه لا يعتقد أن هناك أي مدنيين قتلوا خلال الهجوم لكن أقوال الشهود تناقضت مع تصريحاته.
وقال عضو في لجنة عراقية للإغاثة: إنه رأى 22 جثة مدفونة تحت الأنقاض في أحد الشوارع بحي الجولان في شمال الفلوجة أمس. وقال محمد فرحان عواد (من بين الجثث الاثنتين والعشرين عثر على خمس في منزل واحد، وكذلك طفلان لا يتعدى عمرهما 15 عاماً ورجل بساق صناعية). وأضاف (بعض الجثث التي عثرنا عليها نهشتها الكلاب والقطط الضالة. كان منظراً مؤلماً للغاية).
ولم يحصل المدنيون على أي مساعدات في الفلوجة منذ بدء الهجوم يوم الاثنين الماضي، ووصفت هيئات إغاثة الوضع بأنه كارثة إنسانية استناداً إلى أقوال النازحين الذين فروا من المدينة والصور التي نقلتها القنوات التلفزيونية. ويقول الهلال الأحمر العراقي: إنه على علم بأن 150 أسرة على الأقل محاصرة داخل الفلوجة وفي حاجة ماسة إلى المساعدات.
وقال رجل وهو أب لسبعة أبناء اتصلت به رويترز أمس: إن أبناءه مصابون بالإسهال ولم يتناولوا طعاماً منذ أيام.
لكن الكولونيل مايكل شوب وهو قائد لقوات مشاة البحرية الأمريكية يقول: إنه لم يسمع عن وجود أي مدنيين عراقيين محاصرين في الداخل، وأضاف من مستشفى الفلوجة (لا ضرورة لجلب إمدادات لأن لدينا إمداداتنا الخاصة لنقدمها لأبناء المدينة، والآن بعد فتح الجسر سأخرج المصابين وكل أعمال الإغاثة يمكن أن تجري هنا).
وقال حسن الراوي وهو عضو في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر (هذا ثالث يوم لنا هنا في المستشفى، وكل ما فعلناه هو تلقي وعود من الأمريكيين. البقاء مدة أطول غير مجد.. لكننا سنعود.).
وفي عمليات الفلوجة أمس قالت القوات الأمريكية: إنها عثرت على مخبأ محصن سري به أنفاق تؤدي إلى مخازن للأسلحة بما في ذلك مدفع مضاد للطائرات.
وشنت القوات الأمريكية خمس هجمات جوية وبالمدفعية على الأقل على الجزء الجنوبي من المدينة، وأمكن سماع أصوات تبادل إطلاق النيران وانفجارات فيما بعد.
وفي الوقت ذاته ذكر الجيش الأمريكي أنه يعلن عبر مكبرات الصوت ومن خلال المنشورات أن على سكان الفلوجة الذين يحتاجون إلى مساعدات طبية أو مساعدات أخرى الاتصال بالقوات الأمريكية، وأضاف أن (فرق تقييم) تعمل على تحديد احتياجات الفلوجة. وشارك أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي في العملية التي تهدف إلى استعادة السيطرة على الفلوجة مما يقدر بما بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل بهدف إعادة المدينة إلى سيطرة الحكومة العراقية المؤقتة قبل الانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني.
وأشعل الهجوم على الفلوجة أعمال عنف في كل أنحاء المدن العراقية التي يمثل السنة أغلب سكانها خاصة في مدينة الموصل حيث يتجول مسلحون في بعض الأحياء بعد اضطرابات، وكان وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني قاسم داود أعلن السبت انتهاء الهجوم على الفلوجة، لكن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد نفى مساء السبت ان تكون العملية انتهت. وقال رامسفلد استمرار وجود (جيوب للمقاومة) ومناطق تتواصل فيها (الصعوبات)، وأضاف (لا أستطيع أن أقول: إن العملية انتهت. بالتأكيد لم تنته).
وأكد الكولونيل في قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) مايك شاب: أن عمليات التمشيط مستمرة وتشمل كل بيت، موضحاً أنها ستستغرق أربعة أو خمسة أيام أخرى.
وما زال المقاتلون المسلحون المطوقون في الجنوب يتصدون للقوات الأمريكية.
وقال اللفتنانت كريستوفر بيمز في اليوم السابع من الهجوم أن (هناك بين خمسين وثمانين من المقاتلين العراقيين والأجانب في الجنوب الغربي بانتظار الهجوم النهائي)، وأضاف (بقدر ما نتقدم باتجاه الجنوب، تصبح المعارك أكثر عنفاً وتنظيماً). ولم يعد هؤلاء المقاتلون يلجأون الى المواجهة المباشرة بل لجأوا إلى مبان يرصدون منها تحركات الجنود الأمريكيين.
|